الأردن: أهالي الموقوفين في "قضية الطائرات المسيّرة": أبناؤنا أبرياء.. وواثقون أن القضاء سينصفهم

أكّد أهالي الموقوفين الأربعة على ذمة القضية المعروفة إعلامياً بـ"قضية الطائرات المسيّرة" ثقتهم الكاملة بـ"القضاء الأردني العادل"، معبّرين عن يقينهم بأنه الجهة القادرة على إعادة الحقوق وردّ الاعتبار لأبنائهم، الذين يواجهون حملة إعلامية وصفوها بـ"المسيئة والمضللة" ولا تستند إلى أي وقائع قانونية ثابتة.

وأوضح الأهالي في بيان صحفي صدر عنهم اليوم الأحد، أن "أبناءهم، وجميعهم من المهندسين المتفوقين أكاديمياً ومهنياً، لم يُقدموا على أي فعل إجرامي، ولم يُضبط بحوزتهم أي معدات أو أدوات يمكن اعتبارها دليلاً على تصنيع طائرات أو أي مواد خطرة، مؤكدين أن "مجمل ما وُجه إليهم لا يتعدى أحاديث نظرية بين زملاء في التخصص حول تقنيات الطائرات المسيّرة، وهي موضوعات علمية بحتة تُدرَّس في الجامعات وتُناقش في المنتديات البحثية".

وشدد البيان على أن "التحقيقات لم تُظهر وجود أي تمويل داخلي أو خارجي، ولم تُثبت أي صلة لأبنائهم بأي جهات سياسية أو تنظيمية، سواء داخلية أو خارجية، ورغم ذلك، فوجئ الأهالي بإدراج أبنائهم ضمن مجموعة قضايا أخرى تحمل طابعاً أمنياً مختلفاً، في محاولة لإضفاء طابع جماعي غير دقيق على القضية".

وأبدى الأهالي استياءهم الشديد من ما اعتبروه "تشويهاً متعمداً" لصورة أبنائهم عبر وسائل إعلامية قامت ببث اعترافات مجتزأة، وأشارت بشكل مباشر أو ضمني إلى تورطهم في قضايا لا علاقة لهم بها، مؤكدين أن" هذا الأسلوب يفتقر إلى المهنية، ويُشكل ضغطاً غير مبرر على مجريات العدالة، كما يسيء إلى عائلاتهم وأبنائهم ويحمّلهم وزراً لا يستند إلى دليل".

وأكد البيان أن "بعض وسائل الإعلام بالغت في تصوير القضية بوصفها مشروعاً لإنتاج الطائرات المسيّرة، رغم أن السياق الحقيقي لا يتعدى كونه نقاشات عابرة بين شبان من خلفيات هندسية حول الإمكانات التقنية لتصنيع نماذج تجريبية، دون أي دليل على وجود نية لاستخدامها في أعمال غير مشروعة".

وأضاف الأهالي أن "أبناءهم لا ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين أو إلى أي تيار سياسي، وأن ما تم من ربط إعلامي بينهم وبين بعض الأشخاص الموقوفين على ذمة قضايا أخرى، هو محض اجتهاد مغلوط لا يستند إلى وقائع أو أدلة من ملف التحقيق، وإنما إلى (الترتيب المقصود) في بث الاعترافات".

ونوّه الأهالي إلى أنهم "تلقوا تطمينات من قبل المدعي العام وضباط من دائرة المخابرات العامة تفيد بأن القضية لا تتضمن بُعداً جنائياً حقيقياً، وأن الإفراج عن أبنائهم بات قريباً، الأمر الذي يعزز قناعتهم بعدالة القضاء الأردني، وقدرته على فرز الحقائق عن الضغوط والانطباعات الإعلامية".

بدورها قالت والدة أحد الموقوفين في هذه القضية في حديث خاص لـ"قدس برس"، اليوم الأحد، إن "العائلات تتعرض منذ ظهور أبنائهم في المؤتمر الصحفي الحكومي الأخير لحملة شرسة من الكراهية والتهديد والشتائم، وصلت حد التهديد بالقتل وقطع الرؤوس، إلى جانب محاولات التشهير بهم اجتماعياً ومهنياً، بل والتواصل مع شركات يعمل بها أشقاء المعتقلين بهدف فصلهم من أعمالهم".

وأضافت أن "ما زاد من حدة هذه الحملة هو نشر اعترافات مصوّرة خارج سياقها، دون توضيح أن المعتقلين الـ16 ليسوا خلية واحدة، بل مجموعات منفصلة تم توقيفهم في أوقات مختلفة"، مؤكدة أن "أبناءهم لم يخططوا أو ينفذوا أي نشاط عدائي داخل الأردن، بل كانت مجرد أفكار نظرية نابعة من تعاطفهم مع أهل غزة".

وأكدت أن "أبناءهم تعرّضوا للضغط خلال التحقيقات، وأن ما جرى في الإعلام الرسمي ساهم في خلق حالة خطيرة من التجييش والكراهية"، محمّلة وزير الإعلام والجهات التي زودت الإعلام بهذه المواد مسؤولية ما حصل.

كما عبّرت عن "استغرابها من غياب أي تواصل من وسائل الإعلام الأردنية لسماع وجهة نظر العائلات أو منحهم حق الرد".

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
الأطفال يدفعون ثمن الحصار "الإسرائيلي".. مزيد من الشهداء جوعاً في غزة
مايو 24, 2025
أعلنت وزارة الصحة في غزة عن استشهاد طفل آخر بسبب المجاعة وتداعيات الحصار "الإسرائيلي" المستمر على القطاع، في حين حذّر برنامج الغذاء العالمي من أن عشرات الآلاف من الأطفال يواجهون مستويات حادة من سوء التغذية. وقالت الوزارة في بيان تلقته "قدس برس"، مساء اليوم السبت، إن "الطفل مصطفى ياسين استشهد نتيجة سوء التغذية والجفاف في
إصابة فلسطينيين بهجوم للمستوطنين على مغاير الدير برام الله
مايو 24, 2025
هاجم مستوطنون تجمع مغاير الدير شرق مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، واعتدوا على ساكنيه، ما أدى لوقوع إصابات. وأفاد الناشط فارس كعابنة في تصريح صحفي اليوم السبت، أن "مستوطنين هاجموا التجمع بحماية قوات الاحتلال وأطلقوا الرصاص الحي، واعتدوا على ساكنيه أثناء إخلائهم للمكان، ما أدى لإصابة عشرين فلسطينيا". وأضاف أن "المستوطنين لاحقوا السكان
لبنان.. أنشطة ثقافية في المخيمات الفلسطينية تؤكد على التمسّك بحق العودة
مايو 24, 2025
في كل عام، تُعيد النكبة الفلسطينية إنتاج حضورها في ذاكرة اللاجئين، لا كذكرى فقط، بل كواقع مستمرّ من الشتات والاقتلاع والحرمان. ومع حلول الذكرى الـ77 لتهجير أكثر من 750 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم عام 1948، تبرز المبادرات الشبابية والثقافية كأداة مقاومة معرفية، تسعى إلى صون الذاكرة الجماعية، وترسيخ مفاهيم الهوية والانتماء، خاصة في أوساط
"إسرائيل" تكرر سرديتها: قتلنا أطفال الطبيبة في خان يونس بسبب وجود "مسلحين"
مايو 24, 2025
في واحدة من أكثر الجرائم إيلامًا منذ بدء عدوان الاحتلال على غزة، فجعت الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار، أخصائية الأطفال في "مجمع ناصر الطبي"، بوصول جثامين وأشلاء تسعة من أطفالها إلى المستشفى الذي تعمل فيه، بعد أن قضوا حرقًا نتيجة غارة جوية من قبل جيش الاحتلال استهدفت منزل العائلة في منطقة قيزان النجار جنوب مدينة خان
لازاريني: خطة المساعدات الإنسانية الجديدة في غزة وُضعت لهدف عسكري أكثر منه إنسانيًّا
مايو 24, 2025
أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، أن مخطط الإمداد الإسرائيلي المقترح في غزة لن ينجح. وقال لازاريني، في منشور على حساب "أونروا" على منصة "فيسبوك" اليوم السبت: "ليس من الممكن لمنظمة إنسانية تحترم حقًّا المبادئ الإنسانية الأساسية، أن تلتزم بمثل هذا المخطط". وأعرب عن اعتقاده أن "مثل هذا
"الإعلام الحكومي": 84 يوماً من حصار غزة الشامل.. الاحتلال ينفذ إبادة جماعية ويهندس سياسة تجويع المدنيين
مايو 24, 2025
أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الاحتلال "الإسرائيلي" يواصل، لليوم الـ84 على التوالي، فرض حصار خانق ومُحكم على قطاع غزة، من خلال الإغلاق التام لكافة المعابر، وتنفيذ سياسة تجويع جماعي ممنهجة ترتقي إلى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، إلى جانب تنفيذ إبادة جماعية وقتل يومي مستمر. وأشار المكتب، في بيان صحفي اليوم السبت، تلقته