عملية "كسر السيف": تطوّر نوعي يُظهر جهوزية المقاومة في غزة

لفتت عملية "كسر السيف"، التي نفذتها "كتائب القسام"، الجناح المسلح لحركة "حماس" في شمال غزة قبل يومين، والتي تم بث مقطع مصور لها، انتباه العديد من المراقبين والمحللين، باعتبارها تطورًا نوعيًا جديدًا في تكتيكات المقاومة الفلسطينية خلال التصدي لقوات الاحتلال المتوغلة في قطاع غزة.
وقد حمل التسجيل المصور، الذي نشره "الإعلام العسكري" أمس الأحد، العديد من الدلالات والرسائل حول جهوزية المقاومة واستعدادها لخوض جولات أخرى من الاشتباك مع الاحتلال، الذي استأنف عدوانه على غزة منذ نحو شهرين.
وقال الصحفي الفلسطيني المختص بالشؤون العسكرية، محمد السكني، إن "مشاهد كمين كسر السيف تُظهر تخطيط كتائب القسام المسبق لتنفيذ العملية، حيث وقعت في شارع العودة المعروف في قطاع غزة بشارع (جكر)، والذي يبعد عن الحدود 500 مترًا".
وأضاف: "المشاهد تُظهر حجم الرصد المسبق ومتابعة الأهداف المتحركة في موقع العملية... وباعتقادي، فإنّ عملية كسر السيف هي بداية سلسلة من العمليات النوعية التي ستنفذها كتائب القسام في قادم الأيام"، وفق تقديره.
وأعرب السكني، في حديث لـ"قدس برس"، عن اعتقاده بأن "هذه العملية أظهرت فشل قوات الاحتلال في حماية المنطقة العازلة، وفي حماية عناصرها المنتشرين على تخوم غزة... وتُظهر حجم الفشل الأمني والاستخباراتي الذي يعاني منه الاحتلال بعد سنة و8 أشهر من الحرب على قطاع غزة".
وتابع: "هذه العملية مركبة، واتبعت تكتيكًا هجوميًا جديدًا خلف خطوط العدو، وكان هدفها إرباك الجيش الإسرائيلي، وضرب حساباته الأمنية والعسكرية، وإظهار أن كافة عملياته العسكرية طوال الحرب على القطاع فاشلة ولم تحقق أهدافها من الحرب".
وفي حديثه عن المنطقة الجغرافية التي نُفذت فيها العملية، أشار السكني إلى أنها وقعت شرق بيت حانون، وهي البلدة التي توغّل فيها الجيش الإسرائيلي 6 مرات خلال أشهر الحرب، ودمرها بشكل كامل، حيث أباد الشجر والحجر، "لكن المقاومة تواصل ضرب العدو من حيث يحتسب ولا يحتسب"، على حد قوله.
وختم السكني حديثه بالقول: "مشاهد كسر السيف التي نشرها القسام تُظهر الروح المعنوية القتالية والجرأة الكبيرة التي يمتلكها مقاتلو القسام أثناء تنفيذهم للعملية، كأنهم يقولون لجيش الاحتلال: إذا لم تأتوا إلينا، فنحن سنأتي إليكم وسنفتك بقواتكم".
والجدير بالذكر أن منطقة "بيت حانون" كانت قد شهدت، طوال فترة حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة، العديد من العمليات النوعية، منها سلسلة عمليات "كمائن الموت" التي استهدفت لواءي "كفير" و"ناحال"، والفرقة 162 في جيش الاحتلال.
وأعلنت "كتائب القسام"، في بيان لها أمس الأحد، عن تنفيذ عملية "كسر السيف" مساء السبت الماضي شرق بلدة "بيت حانون" شمال القطاع، حيث تم تدمير جيب عسكري من نوع "storm" يتبع لقيادة كتيبة جمع المعلومات القتالية في فرقة غزة بجيش الاحتلال، كما تم استهداف قوة الإسناد وموقع مستحدث لقوات الاحتلال في المنطقة.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد استأنف، فجر 18 آذار/مارس 2025، عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود الاتفاق طوال فترة التهدئة.
وبدعم أميركي وأوروبي، ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.