"المركز الفلسطيني للمفقودين": تدمير "إسرائيل" لمعدات الإنقاذ في غزة جريمة بشعة تهدف لإخفاء الحقائق

أدان "المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسرًا"، بأشد العبارات، الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الثلاثاء، والمتمثلة في تدمير الجرافات والمعدات الثقيلة المخصصة لعمليات الإنقاذ، وانتشال جثامين الضحايا، وإنقاذ المصابين من تحت ركام المباني المدمرة في قطاع غزة.
وأشار المركز، في بيان صحفي اليوم الثلاثاء، تلقته "قدس برس"، إلى أن هذا الاستهداف المتعمّد يأتي رغم المناشدات المتكررة التي وجّهتها جهات محلية ودولية، بما في ذلك مناشدة أطلقها المركز خلال الأيام الماضية للمجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة، من أجل إدخال تلك المعدات إلى القطاع المحاصر، للمساعدة في انتشال جثامين الأطفال المفقودين تحت الأنقاض.
وأكد المركز الحقوقي، أن الاستهداف المتعمّد لما تبقّى من معدات إنقاذ في قطاع غزة، بعد استهداف العشرات منها خلال الأشهر الماضية، يُعدّ دليلاً على سياسة الاحتلال الممنهجة في إخفاء آثار جرائمه وطمس الأدلة، ويمثل امتدادًا مباشرًا لجريمة الإخفاء القسري التي تُمارَس بحق آلاف المفقودين من الأطفال والنساء وكبار السن، الذين لا تزال جثامينهم تحت الأنقاض منذ أسابيع طويلة، دون أن تتاح لذويهم فرصة دفنهم أو حتى معرفة مصيرهم.
وشدد المركز، على أن استهداف أدوات الإنقاذ هو استهداف مباشر للحق في الحياة والكرامة والعدالة، ويُشكّل جريمة حرب مكتملة الأركان بموجب القانون الدولي الإنساني، تُضاف إلى سجل الاحتلال الحافل بالجرائم والانتهاكات ضد المدنيين في قطاع غزة.
وحذّر المركز، من أن هذا الفعل الإجرامي يضع المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة أمام مسؤولية قانونية وأخلاقية عاجلة، مطالبًا بتوفير حماية فورية لفرق الإنقاذ والمتطوعين والمعدات المخصصة لانتشال الجثامين.
وشدد المركز، على ضرورة الضغط على الاحتلال لفتح ممرات آمنة تتيح إدخال معدات الإنقاذ الثقيلة دون تأخير، إلى جانب فرق متخصصة في الإنقاذ وتشخيص هوية الضحايا.
واختتم "المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسرًا"، بيانه بالقول: "إن الموت تحت الركام جريمة، لكن منع الوصول إلى الجثامين جريمة أشد قسوة ووحشية"، مجددًا مطالبته بإرسال بعثة دولية متخصصة لتقصي الحقائق حول مصير المفقودين والمخفيين قسرًا في قطاع غزة.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد استأنف فجر 18 آذار/مارس 2025، عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود الاتفاق طوال فترة التهدئة.
وبدعم أميركي وأوروبي، ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.