نشطاء: تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية بحق المقاومة "مسيئة للجميع"

أثارت تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، التي هاجم فيها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، مستخدماً ألفاظاً نابية، وطالبها بتسليم الأسرى الإسرائيليين، موجة من الغضب والاستنكار لدى عدد كبير من النشطاء والمراقبين والمدونين. وقد عبّر هؤلاء عن استيائهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، واعتبروا تصريحاته "مسيئة" للمقاومة، ولأهالي قطاع غزة، ولذكرى الشهداء.
وقال الناشط الفلسطيني مزيد سقف الحيط، معبّراً عن رفضه لتصريحات عباس: "اتفاقية أوسلو المشؤومة وملاحقها وإفرازاتها هي من دمّر القضية الفلسطينية، وليست حركة حماس كما يدّعي رئيس سلطة الحكم الذاتي المنتهية ولايته محمود عباس".
وأضاف: "باسمي وباسم عائلتي وأقربائي وأصدقائي من أحرار الشعب العربي الفلسطيني، أدين بأشد العبارات كل ما تفوّه به محمود عباس، ونبرأ إلى الله وفلسطين وشعبها مما قال".
ودعا سقف الحيط "السيد النائب العام أكرم الخطيب، والسادة في النيابة الفلسطينية، إلى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق عباس، باعتبار ما قاله يمثل فعلاً جرمياً يعاقب عليه بموجب قانون العقوبات الفلسطيني النافذ".
من جهتها، عقبت الناشطة والكاتبة السياسية لمى خاطر، قائلة: "خيرة رجال الله في أرضه، يخاطبهم عباس بقوله: يا ولاد الكلب! والله ما ضرهم ذلك، لكن هذا هو جوهر سلطته الورقية، التي تتقزّم أمام اعتداءات المحتل وتحاول عابثة الاستئساد على المجاهدين"، على حد تعبيرها.
وأضافت: "فليقل أحد لهذا المتقرّب إلى عدونا بشتم سادة أوطاننا: إن العدو لن يكفّ عن عدوانه على غزة بتسلّمه الأسرى، بل سيصعّد بعد ذلك القتل والتهجير، كما يفعل اليوم في الضفة، ضمن مقدمات ضمّها وتهجير أهلها وتدمير مخيماتها، على مرمى حجر من مباني أجهزتك الأمنية الصامتة، والساعية لإسكات كل بندقية أو حجر أو حتى مظاهرة سلمية".
وكتب الناشط الشبابي محمد هرشه منشوراً موجهاً إلى السلطة ورئيسها، قال فيه: "هل ترون الضفة تعيش في نعيم من دون قتل وتهجير، وهدم مبانٍ ومصادرة أراضٍ واعتقالات؟".
ثم أضاف: "اطلبوا من الاحتلال إذاً أن يسلّم الأسرى الفلسطينيين، وينهي الاحتلال، ويسلّمنا القدس وفلسطين من النهر إلى البحر، حتى تنتهي كل الذرائع".
وفي السياق ذاته، كتب الصحفي حافظ أبو صبرا: "في الضفة الغربية نحن الرهائن، ولسنا بحاجة لأن يتم تسليمنا. منذ أمس وأول أمس، نحن محاصرون في مدن وبلدات وقرى معزولة، واليوم يزداد الحصار".
وأضاف: "حوّل الاحتلال مخيم جنين إلى سجن داخل حدود المدينة، وغداً سيصبح كل حي سجناً، وفي هذا السجن الصغير داخل سجن أكبر منه، داخل سجن الوطن المحتل الأكبر، نحن الرهائن ولسنا بحاجة لأن يتم تسليمنا".
أما الأسير المحرر نائل البرغوثي، فقال في تصريح صحفي إن "تصريحات محمود عباس المسيئة للشعب الفلسطيني ومقاومته مردودة عليه، ونتمنى من أبناء حركة فتح الذين خاضوا غمار النضال لعقود طويلة، ولا يزالون يحافظون على مبادئ الحركة الأولى، أن يردوا على هذه التصريحات".
وتابع: "بكاء عباس على إبعاد الأسرى للخارج تكذّبه معاملة السلطة لهم؛ وكل الأسرى، بما في ذلك أسرى حركة فتح، يشهدون على سلوك السلطة معهم".
وكان رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، قد دعا في وقت سابق من اليوم الأربعاء، حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى تسليم الأسرى الإسرائيليين، لـ"سد ذرائع الاحتلال في مهاجمة قطاع غزة"، حسب وصفه.
وقال عباس في كلمته خلال أعمال الدورة الـ 32 للمجلس المركزي الفلسطيني، المنعقدة في الفترة من 21 - 26 نيسان/أبريل الجاري: مخاطبا "حماس": "يا ولاد الكلب سلّموا الرهائن وخلصونا من الشغلة".