ضربة "أنصار الله" لمطار "بن غوريون": صدمة إسرائيلية ورد استعراضي

شكّلت الضربة الصاروخية التي استهدفت بها حركة "أنصار الله" اليمنية مطار "بن غوريون" في مدينة اللد، داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، يوم الأحد 4 أيار/مايو الجاري، صدمة انعكست على مختلف شرائح مجتمع الاحتلال، ومستويات صناعة القرار فيه.
ويرى الصحفي المختص بالشأن الإسرائيلي، أمين ذياب، وهو من بلدة طمرة في الداخل المحتل، أنّ من أبرز المؤشرات على اعتراف الاحتلال بحجم الضرر الذي أحدثته الضربة، هو الإجماع في وسائل الإعلام العبرية ودوائر الحكم على أن صواريخ اليمن تُشكّل تهديدًا متصاعدًا وخطيرًا.
وقال ذياب في تصريح لـ "قدس برس": "لأوّل مرة منذ بداية الحرب على غزة في تشرين أول/أكتوبر 2023، يعترف جيش الاحتلال والجهات الرسمية بإصابة مطار (بن غوريون) بشكل مباشر، وهو تطوّر نوعي غير مسبوق منذ اندلاع الحرب"، على حدّ تعبيره.
وعن انعكاسات هذه الضربة على الجبهة الداخلية للاحتلال، وعلى الصراع بين المعارضة والائتلاف الحاكم، أشار ذياب إلى أن "كثيرًا من قادة المعارضة يسخرون من حكومة نتنياهو ويُوجّهون لها انتقادات لاذعة، ويُحذّرون من تزايد أعداد الفارّين إلى الملاجئ من ملايين المستوطنين، مع كل صاروخ يمني، في ظل عجز الاحتلال عن منع هذه الضربات".
وأضاف: "من أبرز الشخصيات المعارضة التي تستغل هذه الضربات لتسليط الضوء على عجز الحكومة عن حماية الإسرائيليين: يائير لابيد، وأفيغدور ليبرمان، إلى جانب عدد من القادة الأمنيين السابقين".
وفي السياق ذاته، أكّد الباحث والمختص في الشأن الإسرائيلي، محمد هلسة، أن وقع الضربات الصاروخية اليمنية على المجتمع الإسرائيلي يفوق تأثير حرب الاستنزاف في غزة، وقال: "في غزة، تقتصر خسائر الاحتلال على مقتل أو إصابة الجنود والضباط، بينما الاستنزاف القادم من الجبهة اليمنية، والوصول إلى مواقع حساسة في عمق كيان الاحتلال، يطال معظم مكونات المجتمع الإسرائيلي".
وأضاف: "بعد الضربة الأخيرة من القوات المسلحة اليمنية، لم يبق أحد في المجتمع الإسرائيلي إلا ولامسته نيران هذا الصاروخ، سواء كانت نفسية، أو مادية، أو اقتصادية، وعلى مختلف المستويات. الضربة اليمنية الأخيرة أدخلت الكيان بأكمله في دائرة الخطر والنار".
وختم هلسة حديثه بالإشارة إلى طبيعة الردّ الإسرائيلي المتوقع، قائلًا: "الرد سيكون استعراضيًا، مع تكثيف للصورة البصرية، في محاولة لإقناع المجتمع الإسرائيلي بأن الرد أذى من أذاه. وقد يشمل ضرب الموانئ، والمصافي، والمطارات، والأهداف المكشوفة والمعروفة، التي سبق للاحتلال أن تباهى بقصفها".
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد شنّت، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، في وقت سابق من يوم أمس الإثنين، هجومًا على اليمن، وقالت إنه جاء "ردًا على الهجوم الصاروخي الذي استهدف مطار بن غوريون أمس الأحد"، دون أن تُعرف بعدُ حجم الخسائر أو عدد الضحايا.
وأعلنت جماعة "أنصار الله"، يوم الأحد، تنفيذ عملية عسكرية تمثّلت في إطلاق "صاروخ باليستي" (فرط صوتي) باتجاه مطار "بن غوريون" في مدينة يافا المحتلة.
ويقدّم اليمن، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، دعمًا للمقاومة الفلسطينية، يتمثّل في إطلاق صواريخ باتجاه الأراضي المحتلة، واستهداف سفن تابعة للاحتلال أو لحلفائه في البحر الأحمر.
ومنذ منتصف آذار/مارس الماضي، تنفّذ القوات الأميركية ضربات شبه يومية على مواقع الحوثيين، في محاولة للحد من التهديد الذي يُشكّلونه للملاحة المدنية والعسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن.