في الذكرى الـ77 للنكبة.. عشرات الآلاف في بروكسل يطالبون بإنهاء الاحتلال

غصّت شوارع العاصمة البلجيكية بروكسل، عاصمة الاتحاد الأوروبي، بعشرات الآلاف من المتظاهرين، تنديدًا بالإبادة الجماعية المستمرة التي يتعرض لها المدنيون في قطاع غزة، وبمناسبة الذكرى السابعة والسبعين للنكبة الفلسطينية.
وانطلقت التظاهرة بعد تجمع أكثر من 80 ألف مشارك وفق الإحصاءات البلجيكية من محطة قطارات بروكسل الشمالية، و رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية وصور شهداء العدوان الإسرائيلي، مرددين هتافات تدعو إلى الحرية والعدالة ومحاسبة قادة الاحتلال على الجرائم المرتكبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وشاركت في التظاهرة أحزاب بلجيكية ومنظمات مجتمع مدني ونقابات عمالية وجاليات عربية وأوروبية، في حشد وُصف بأنه الأكبر من نوعه في بلجيكا منذ بداية العدوان على غزة.
وطالب المتظاهرون الحكومة البلجيكية والاتحاد الأوروبي باتخاذ خطوات ملموسة، من بينها فرض حظر عسكري كامل على إسرائيل، وتعليق اتفاقية الشراكة الأوروبية-الإسرائيلية، بموجب المادة الثانية المتعلقة باحترام حقوق الإنسان
وفي تصريحات خاصة لـ"قدس برس" قال النائب في البرلمان البلجيكي جمال اكازبان" إن “جميع البرلمانات يجب أن تنظر إلى ما يحدث في الشارع الأوروبي”، مؤكداً أن “المواطنين يخرجون اليوم للمطالبة بالعدالة وحقوق الشعب الفلسطيني”
وأضاف اكازبان، الذي شارك في المسيرة الحاشدة وسط بروكسل، أن هذه الاحتجاجات “يشارك فيها مواطنون من مختلف الأصول والانتماءات الدينية، يجمعهم إيمان مشترك بقيم احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان”.
وطالب النائب في البرلمان البلجيكي أنه آن الأوان لأن يتحرك كل من الحكومة الفدرالية، والمناطق البلجيكية، وجميع دول الاتحاد الأوروبي، للاعتراف بفلسطين ومنحها حقوقها، والتخلي عن صمتهم المتواطئ، بل عليهم أن فرض عقوبات على الكيان الاسرائيلي، وأن يقطعوا جميع العلاقات معها ما دامت تواصل انتهاك القانون الدولي، وتواصل حرب الإبادة على قطاع غزة”.
نواب في البرلمان البلجيكي من بروكسل: أوقفوا المجازر في غزة... لا شراكة مع مجرمي الحرب"
وأكد النائب البلجيكي على أن “التاريخ يعلّمنا أن أي احتلال لم يتراجع من تلقاء نفسه دون وجود ضغوط سياسية واقتصادية وحتى عسكرية”، مضيفاً: “لهذا نخرج إلى الشارع اليوم – لنضغط على ممثلينا، على البرلمانات، لكي يتحركوا لصالح العدالة وحقوق الفلسطينيين”.
وختم جمال اكازبان تصريحاته لـ"قدس برس" بالقول “الوقوف في الجانب الصحيح من التاريخ اليوم، يعني الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني”
كما دعا المشاركون إلى تجميد كافة الاتفاقيات والعلاقات التجارية مع إسرائيل، في ضوء ما وصفوه بجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية وعمليات التطهير العرقي المستمرة بحق الفلسطينيين.
وأكدت الشعارات والهتافات أن "يوم النكبة" لم يعد مجرد ذكرى تاريخية، بل هو واقع يومي يعيشه الفلسطينيون في غزة والضفة والقدس، وفي مخيمات اللجوء والشتات، وسط صمت دولي مريب
وفي تصريحات خاصة لـ"قدس برس"، قالت المسؤولة الإعلامية في منظمة اوكسفام الدولية بيلندة لوليرك" ان هذه التظاهرة من بروكسل تأتي دعماً للشعب الفلسطيني، وأن الرسالة الأساسية التي يحملها المتظاهرون اليوم هي المطالبة بإعادة فتح المعابر الحدودية لقطاع غزة المحاصر، والتي أُغلقت بشكل كامل منذ بداية شهر مارس الماضي، ولم يسمح بإدخال أي من المساعدات الإنسانية أو الاغاثية للمحتاجين داخل القطاع.
وأوضح لوليرك من اوكسفام أن “الوضع الإنساني في غزة كارثي، فلا توجد مساعدات إنسانية، ولا طعام، ولا إمدادات طبية تدخل القطاع منذ عدة أسابيع، ما يهدد حياة الملايين من المدنيين”.
وأضافت المسؤولة الإعلامية في اوكسفام :“هذا هو مطلبنا الأول والأساسي – السماح الفوري بدخول المساعدات الإنسانية، وإنهاء الحصار الاسرائيلي المفروض على سكان القطاع”.
من شوارع الاتحاد الأوروبي.. دعوات لرفع صوت غزة
كما شددت لوليرك على أن المحتجين يطالبون بوقف دائم لإطلاق النار، ووقف الإبادة الجماعية المستمرة، بما يكفل نهاية حقيقية للمعاناة المتواصلة، ويُمنح المدنيين في غزة فرصة للحياة بأمان وكرامة”.
وأشارت إلى أن على بلجيكا، بصفتها دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، أن تلعب دوراً أكثر فاعلية على المستوى الأوروبي، موضحة أن الحكومة البلجيكية قادرة على ممارسة مزيداً من الضغط داخل أروقة الاتحاد الأوروبي للدفع باتجاه هدنة دائمة، وتوفير ممرات إنسانية، واتخاذ موقف واضح ضد الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة”.
وختمت المسؤولة الإعلامية في اوكسفام بأن على أوروبا أن تتخلى عن مواقفها الرمادية، وأن تتحرك بشكل ملموس من أجل إنقاذ الأرواح والدفاع عن القانون الدولي.
ودعا منظمو التظاهرة المجتمع الدولي إلى الوقوف أمام مسؤولياته، والتحرك العاجل لوقف المجازر الإسرائيلية، وضمان حماية المدنيين والصحفيين، وتمكين الفلسطينيين من حقهم في تقرير المصير والعودة إلى ديارهم التي هجروا منها قسراً عام 1948 على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي وعصاباته الصهيونية.
ويحيي الفلسطينيون في عواصم أوروبية عديدة، هذه الأيام، الذكرى السنوية السابعة والسبعين للنكبة الفلسطينية، وسط تصاعد غير مسبوق في الحراك الشعبي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تاريخ بدء العدوان الإسرائيلي واسع النطاق على قطاع غزة، والذي خلّف عشرات آلاف الشهداء والمصابين، وأدى إلى دمار غير مسبوق في البنية التحتية والمناطق المدنية، في حرب إبادة جماعية مستمرة منذ 18 شهراً في قطاع غزة على مرأى ومسمع العالم..