بين الواقع والترويج: ماذا وراء حديث ترامب عن دولة فلسطينية؟

كشَف مصدر خليجي مسؤول لوكالة /ميديا لاين/ الأمريكية للأنباء عن نيّة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإعلان عن اعتراف بلاده بـ "دولة فلسطينية"، وذلك خلال زيارته المرتقبة إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع.
وأفادت الوكالة الأمريكية، في تقرير نشرته اليوم الأحد، نقلاً عن المصدر الخليجي – الذي لم تُفصح عن هويته – أن "الرئيس دونالد ترامب سيصدر إعلاناً بشأن دولة فلسطين والاعتراف الأمريكي بها"، مضيفاً أن تلك الدولة "ستكون من دون وجود حماس"، على حد تعبيره.
وفي تعقيبه على هذه التسريبات، رأى الخبير في الشأن الأمريكي، توفيق طعمة، أن مواقف ترامب السابقة لا توحي بتحول جذري في نظرته للقضية الفلسطينية. وقال: "إعلان صفقة القرن، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية، وضم الجولان، خلال فترة ولايته الأولى (2017 - 2021)، كلها خطوات اتُّخذت في اتجاه دعم الاحتلال".
وأكد طعمة، في تصريح لـ "قدس برس"، أن "حديث ترامب عن دولة فلسطينية وفق رؤيته لا ينسجم مع تطلعات الشعب الفلسطيني ولا مع القانون الدولي... ما يُروَّج له هو مجرد بقع جغرافية ومعازل خاضعة للسيطرة الإسرائيلية أمنياً وإدارياً".
ورجّح طعمة أن "تكون دول عربية، وفي مقدمتها السعودية، منفتحة على دعم هذه الخطوة في حال الإعلان عنها، ما قد يُسرّع خطوات التطبيع في المنطقة".
وفي ما يتعلق بموقف حكومة الاحتلال، أشار طعمة إلى أن "بنيامين نتنياهو يعارض بشدة قيام دولة فلسطينية، مستشهداً بقرار صادر عن الكنيست قبل أقل من عام يرفض إقامة أي كيان فلسطيني مستقل".
كما اعتبر أن "أي حديث عن تجاوز حركة حماس في أي حل سياسي هو أمر غير واقعي... فالحركة موجودة بقوة على الأرض، ولا يمكن إقصاؤها من المشهد السياسي. وأي اتفاق مستقبلي لا بد أن يتم بالتوافق معها"، على حد تقديره.
من جانبه، وصف المحلل والمراقب السياسي الفلسطيني، علي البغدادي، هذه التسريبات بأنها "تمثل انقلاباً مفاجئاً في رؤية ترامب للمنطقة"، لافتاً إلى أن سياسته خلال ولايته الأولى كانت داعمة للاستيطان والتهجير، لا سيما في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأضاف البغدادي أن "ترامب نفسه كان قد ناقش علناً خطة لترحيل سكان غزة، لكنه تراجع عنها لاحقاً، مع الإصرار على مواصلة مشروع تفريغ الأرض من سكانها".
وأشار إلى أن الحديث الأمريكي عن دولة فلسطينية "يبدو خارجاً عن السياق السياسي العام، وقد لا يتعدى كونه إعلاناً إعلامياً أو بالون اختبار لتهيئة الأجواء لمزيد من خطوات التطبيع، خصوصاً أن السعودية وضعت شرطاً أساسياً للتطبيع يتمثل في قيام دولة فلسطينية".
واختتم البغدادي بالقول إن هذه التصريحات "تفتح الباب لتساؤلات أكثر مما تقدم إجابات، إذ إنها محاطة بكثير من الملابسات والغموض، لا سيما في ظل الظروف السياسية الإقليمية الراهنة".