مرصد عالمي للجوع: غزة على أعتاب مجاعة شاملة تهدد حياة الملايين
أصدر "مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" (IPC) تقريرًا صادمًا عن الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، محذرًا من خطر وشيك لوقوع مجاعة بين مايو وسبتمبر 2025.
وقالت المنظمة الأممية، في تقريرها اليوم الاثنين، أنه بعد مرور 19 شهرًا على اندلاع النزاع، ومع أكثر من 60 يومًا من الحصار الكامل الذي يمنع دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية، يواجه القطاع خطر الانزلاق إلى مجاعة واسعة النطاق.
ويشير التقرير، إلى أن 100% من سكان غزة - أي نحو 2.1 مليون نسمة - يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي (المرحلة 3 أو أسوأ)، بينهم 470,000 شخص يعيشون في ظروف "كارثية" (المرحلة 5)، أي أنهم يواجهون خطر المجاعة والموت جوعًا. كما يعاني أكثر من نصف السكان (54%) من "حالة طوارئ غذائية" (المرحلة 4)، والبقية في "أزمة غذائية" (المرحلة 3).
ويحذر التقرير، من ارتفاع متسارع في معدلات سوء التغذية الحاد، إذ يتوقع أن يصل عدد الأطفال الذين سيعانون من سوء تغذية حاد بين أبريل 2025 ومارس 2026 إلى أكثر من 70,000 طفل، منهم 14,100 في حالات حرجة. كما سيحتاج نحو 17,000 من النساء الحوامل والمرضعات لعلاج سوء التغذية.
ويؤكد التقرير، أن انعدام إمكانية الوصول إلى الغذاء والماء والخدمات الصحية، إضافة إلى انهيار كامل للبنية التحتية، وانعدام الأمن، وارتفاع جنوني في الأسعار (قفز سعر كيس الدقيق 25 كغ من 7 دولارات إلى أكثر من 500 دولار في بعض المناطق)، كل ذلك يشير إلى أن وقوع المجاعة لم يعد احتمالًا بل سيناريو مرجّح.
ويوضح التقرير، أن جميع المخابز المدعومة من برنامج الأغذية العالمي توقفت عن العمل منذ بداية أبريل، كما نفدت مخزونات الطعام في معظم مطابخ تقديم الوجبات الساخنة، ونفدت جميع مخزونات التغذية الوقائية من مستودعات اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي.
ويضيف التقرير، أن النزاع الذي تصاعد منذ 18 مارس أدى إلى نزوح أكثر من 430,000 شخص، وتفاقم انهيار النظام الصحي، حيث لم يعد بالإمكان علاج حالات سوء التغذية أو الأمراض المعدية. وفي ظل الازدحام الشديد، وتلوث المياه، وانهيار خدمات الصرف الصحي، ترتفع احتمالات انتشار أوبئة مميتة.
ودعا التقرير إلى وقف فوري وغير مشروط للعمليات العسكرية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام، واستئناف تدفق الإمدادات التجارية، وإعادة تشغيل الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة والمياه والصرف الصحي، لتفادي المجاعة والوفيات الجماعية.
وشددت لجنة مراجعة المجاعة التابعة لـ IPC على ضرورة التحرك العاجل، محذرة من أن استمرار الوضع الراهن سيؤدي إلى "انهيار غير قابل للسيطرة" في النسيج الاجتماعي والصحي، وتفاقم سريع لمستويات الجوع والموت.
مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، هي مبادرة عالمية متعددة الشركاء تهدف إلى تقديم تحليلات موضوعية وموثوقة حول أوضاع الأمن الغذائي وسوء التغذية الحاد في مختلف أنحاء العالم. وتضم المبادرة 18 منظمة أممية كشركاء دوليين بارزين مثل منظمة الأغذية والزراعة (FAO)، برنامج الأغذية العالمي (WFP)، اليونيسف، ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، وغيرهم من الفاعلين الإنسانيين والتقنيين.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد استأنف فجر 18 آذار/مارس 2025، عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود الاتفاق طوال فترة التهدئة.
وبدعم أميركي وأوروبي، ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 172 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.
