إدخال "القربان" لباحات الأقصى ... ناقوس خطر يدق أبواب المسجد

مع استمرار حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة، وفي ظل وجود "الائتلاف اليميني" الحاكم لدى كيان الاحتلال، لا يكاد يمر موسم من مواسم العدوان على المسجد الأقصى دون تصعيد جديد يهدف إلى تغيير الوضع القائم في الأقصى، عبر اعتداءات غير مسبوقة منذ سقوطه في قبضة الاحتلال بالعام 1967.

حيث شهد اليوم الاثنين والذي تزامن مع ما يعرف بـ "عيد الفصح العبري الثاني" إدخال أحد المستوطنين "قربانا" حيوانيا للمسجد الأقصى المبارك، عبر باب الغوانمة أحد أبواب الأقصى الذي لا يشهد تواجدًا بشريًا مكثفًا بالعادة، قبل أن يكتشف أحد المسنين المقدسيين هذه المحاولة ويمنع المستوطنين من إدخاله، وتتدخل شرطة الاحتلال وتخرج المستوطن ورفاقه من المسجد.

بدوره قال أستاذ دراسات "بيت المقدس" عبد الله معروف في حديث مع "قدس برس" إن "ما حصل اليوم يعتبر أول نجاح نسبي لجماعات (الهيكل) بالوصول بالقربان إلى حدود الأقصى، وما يسمى بعيد الفصح الثاني عيد هامشي مختلف عليه بين مختلف المرجعيات اليهودية في العالم، فهناك مرجعيات تعتبر أن هذا العيد كان يحتفل بها في فترة معينة من التاريخ اليهودي وتوقف لانتفاء الحاجة إليه، ولكن جماعات (الهيكل) عادت للاحتفال به منذ العام 2021 وإعادته للتقويم العبري بدعم من حكومة الاحتلال لإيجاد أي فرصة خلال العام لاقتحام الأقصى، وهذا يفسر ما جرى اليوم في الأقصى".

وأضاف معروف: "المتطرفون الذين اقتحموا المسجد كان من الواضح أنهم نسقوا الموضوع بتخطيط محكم حيث كانت المجموعة تتكون من 5 أشخاص، أحدهم تولـى مهمة تصوير الحادثة، وهناك آخرون أشغلوا حرس الأقصى وأفراد شرطة الاحتلال المتواجدين هناك، لإفساح المجال للمستوطن الرئيسي الذي كان يحمل (القربان) المكون من ماعز صغير، كانت الجماعات المتطرفة تخطط لذبحه في الأقصى، وما منع حصول ذلك، تصدي المقدسيين المتواجدين داخل الأقصى".

وتابع معروف القول: "اختيار باب الغوانمة يدل على التخطيط المحكم لما جرى اليوم، إذ أنّ منطقة باب الغوانمة تعتبر منزوية، ولذلك من السهولة دخولها واقتحامها دون لفت النظر بسهولة، وبالسرعة الكافية، ولذلك نحن اليوم أما مخطط محكم لجماعات الهيكل أفشله يقظة المقدسيين".

من جهته عدّ الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص، أن "ما جرى اليوم في الأقصى نتيجة حتمية لمسار الاعتداءات المتصاعدة على الأقصى خلال العامين الماضيين".

وقال إن "ما حصل في الأقصى ظهر اليوم يقول لنا بأنّ المسجد الأقصى في أخطر مراحل احتلاله، وأن مصيره مفتوح على المجهول، فلا بد من استعادة معادلة ردع تجاهه ولا بد من تواجد من يدفع عنه".

وأضاف  "هذا تتويج لمسار بدأ منذ 12 سنة فجماعات الهيكل تعمل على تهويد الأقصى وإدخال القربان بهذه الطريقة، عبر العديد من الخطوات التي مهدت للوصول إلى هنا، عبر المحاكاة والدوران بهذا الطقس حول الأقصى والتعبئة لهذا الطقس الديني، ولم تترك تلك الجماعات فرصة لإعادة الحديث عن طقس ذبح (القربان) الحيواني في الأقصى، كصورة من صور الإحلال الديني والتهويد للأقصى".

من جانبه، أشار الباحث المختص بالشؤون (الإسرائيلية) محمد بدر، إلى "خصوصية وأهمية ما جرى اليوم في الأقصى لدى الجبهة الداخلية للاحتلال وانعكاسه على الصراعات السياسية داخل الكيان".

وقال إن "ذبح القرابين إحياء للرواية التي تتبناها الصهيونية الدينية حول القدس، وهذا يعني إحياء السلطة الدينية والسياسية لليهود على القدس بشكل مطلق، وهذه رواية مركبة من الموروث اليهودي والفكر الاستيطاني والفكر الديني".

وأضاف بدر: " التيارات التي تتبنى هذا الفكر، كانت على هامش الحياة السياسية في (إسرائيل)، وبعد احتلال عام 1967 للضفة والقدس، بدأت تطرح مفاهيم (قومية دينية) على اعتبار أن القدس والضفة الغربية هما مركز المشروع الروحي والسياسي لليهود".

وتابع بدر قائلاً: "هذه التيارات ترى اليوم هناك فرصة جدية لإحياء روايتها في المسجد الأقصى، فهي لا تسعى لتقاسمه مع المسلمين بل تنفي علاقتهم فيه أصلاً، وفي الوقت ذاته تستفيد تلك التيارات من زيادة تأثير القومي الديني في المشهد السياسي (الإسرائيلي) لكي تقوم بكافة أشكال التوسع بالعدوان على الأقصى بضوء أخضر من حكومة الاحتلال".

ومنذ بداية حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على غزة والضفة، صعدت جماعات "الهيكل" المزعوم وحكومة الاحتلال من استهدافها للمسجد الأقصى مستغلة حالة الانشغال العالمي بما يرتكبه الاحتلال في غزة من مجازر، فتصاعدت الاقتحامات الكمية والنوعية للمسجد ومحاولة المضي قدمًا في مخططات تهويده وتطبيق أجندات الاحتلال.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
الحرب الإيرانية – "الإسرائيلية".. ردع متبادل ولا نصر أو هزيمة
يونيو 24, 2025
طويت صفحة من أعنف جولات التصعيد بين إيران والاحتلال "الإسرائيلي" بعد تدخل أميركي مباشر أدى إلى وقف إطلاق النار. ومع انتهاء العمليات العسكرية، تبرز تساؤلات متزايدة حول الحصيلة الفعلية لهذه الحرب القصيرة، وفيما إذا كانت قد أسفرت عن فوز واضح لطرف على حساب آخر، أو أنها عكست توازن ردع جديد في المنطقة. وقال خبراء ومحللون
"حماس": آلية توزيع المساعدات "الصهيونية–الأميركية" مصائد موت مدروسة
يونيو 24, 2025
أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الثلاثاء، أن ما يُسمى بـ"آلية توزيع المساعدات الصهيونية–الأميركية" في قطاع غزة، ليست سوى "مصائد موت" مدروسة. وأضافت الحركة في بيان، أن هذه المصائد "تستخدم لإدارة التجويع والإذلال ضمن سياسة ممنهجة للإبادة الجماعية"، محمّلة الاحتلال "الإسرائيلي" والإدارة الأميركية المسؤولية المباشرة عن تصاعد أعداد الضحايا بين صفوف المدنيين. وأوضحت الحركة أن إجمالي
أردوغان: تصرفات "إسرائيل" المتهورة غير مقبولة
يونيو 24, 2025
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، ضرورة الوقف الكامل للعدوان "الإسرائيلي" في منطقة الشرق الأوسط. وأشار أردوغان في مؤتمر صحفي عقده قبيل توجهه إلى هولندا للمشاركة في القمة، إلى أن مجازر الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني ستكون محور تركيزه خلال قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو". ورحب أردوغان بالتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وإيران،
مقتل 3 جنود من جيش الاحتلال وإصابة 7 آخرين في كمينين بغزة
يونيو 24, 2025
أعلنت وسائل إعلام "إسرائيلية"، الثلاثاء، مقتل ثلاثة جنود وإصابة سبعة آخرين، بعضهم بجروح "خطرة جدا"، إثر كمينين منفصلين تعرضت لهما قوات جيش الاحتلال في قطاع غزة. وبحسب وسائل الإعلام، فإن "مقاتلين فلسطينيين نصبوا كمينا لقوة عسكرية (إسرائيلية)، تبعه كمين آخر استهدف وحدة الإنقاذ التي حاولت التدخل". وأشارت التقارير إلى أن المصابين تم نقلهم إلى أحد
خسائر متتالية للاحتلال.. "القسام" تعرض وجها آخر لمعركة في خان يونس
يونيو 24, 2025
نشرت كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الثلاثاء، صورا توثق تنفيذ عدد من العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال "الإسرائيلي" في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ضمن سلسلة عمليات "حجارة داود". وأظهرت الصور عملية قنص وقعت في منطقة السناطي بعبسان الكبيرة شرقي خان يونس يوم 16 حزيران/يونيو الجاري، وأسفرت عن مقتل رقيب "إسرائيلي"
ارتفاع عدد شهداء "مصائد الموت" في غزة إلى 516
يونيو 24, 2025
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الثلاثاء، عن حصيلة مروعة جديدة لضحايا "مصائد الموت" المتمثلة في مراكز توزيع المساعدات الأميركية–الإسرائيلية، منذ بدء عملها في 27 أيار/مايو 2025. ووفق الإحصائية الصادرة، بلغ العدد الإجمالي للضحايا المدنيين الذين ارتقوا خلال محاولتهم الوصول إلى هذه المراكز للحصول على الغذاء: 516 شهيدا، 3799 مصابا، 39 مفقودا. وأكد المكتب أن