مستشفى غزة الأوروبي.. من مرفق صحي إلى ثكنة عسكرية "إسرائيلية" (بطاقة تعريفية)

منذ يوم أمس يتعرض مستشفى غزة الأوروبي، لهجوم عنيف من قبل سلاح الجو الإسرائيلي، دفع بإدارة المستشفى لإخلائه، وإعلان خروجه عن الخدمة نتيجة القصف الإسرائيلي الذي طال محيطه وأدى لتضرر كثيرا من أقسامه.
وفيما أفاد مدير المستشفى الطبيب عماد الحوت، في تصريحات صحفية تابعتها "قدس برس" اليوم الأربعاء، أن حرم المستشفى تعرض لأكثر من 15 غارة جوية، وهو ما أدى لتدمير واسع النطاق في العديد من مرافقه الحيوية وبنيته التحتية.
وأضاف الطبيب الحوت أن القصف تسبب بخروج 8 غرف عمليات عن الخدمة، كما أدى لتصدعات شديدة في جدران المستشفى ما أثار حالة شديدة من الهلع بين المرضى والطواقم الطبية.
وتابع: تسبب القصف أيضا في تدمير كامل في البنية التحتية بما في ذلك شبكات الصرف الصحي، وتدمير عدد من سيارات الإسعاف، وتلف أنظمة الكهرباء والأكسجين، لتضطر إدارة المستشفى لإخلاء من تبقى من المرضى والجرحى وعددهم 222 مريضا وجريحا، حيث جرى نقلهم لمجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
الموقع والتأسيس
يقع مستشف غزة الأوروبي، في محافظة خان يونس، جنوب القطاع وتحديدا في حي الفخاري، وهو مستشفى حكومي يتبع لوزارة الصحة الفلسطينية.
تبلع مساحته الإجمالية 65 دونما (الدونم ألف متر مربع)، ويضم سعة سريرية تبلغ 308 سريرا، حيث يقدم خدمات طبية من الدرجة الأولى والثانية.
بدأ العمل بمشروع إنشاء وإعمار المستشفى في العام 1989، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، خلال انتفاضة الحجارة، كنتيجة مباشرة للأزمة الصحية التي شهدها قطاع غزة جراء نقص المرافق الطبية بسبب ارتفاع أعداد الإصابات والشهداء في حينه.
إلا أن المشروع تعطل عدة سنوات، بسبب المماطلة الإسرائيلية في إدخال المواد الخام لإنشائه، وانتهى بنائه في العام 2000 بالتزامن مع اندلاع انتفاضة الأقصى.
الكادر الطبي وأقسام المستشفى
حتى نهاية العام 2022، بلغ عدد الموظفين العاملين في المستشفى 891 موظفا، منهم 184 طبيبا، و338 ممرضا، وبلغت قدرته الاستيعابية 308 سريرا.
ويقدم المستشفى خدمات طبية متكاملة وضم أقسامه: الاستقبال والطوارئ، رعاية الطفل، الأمراض الجلدية، أمراض الجهاز التنفسي، الباطنة، العظام، الجراحة، الأورام، القلب، الأعصاب، العيون، وغيرها.
تدمير الاحتلال للمستشفى خلال الحرب
في الـ17 من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تعرضت أقسام في المستشفى لأضرار بالغة جراء قصف مدفعي طال أجزاء واسعة من مبانيه.
بعد أقل من شهر على اندلاع الحرب، أعلنت إدارة المستشفى أن العدد التراكمي للجرحى الذين يتواجدون في المستشفى لتلقي الرعاية الصحية فيه بلغ عشرة أضعاف قدرته الطبيعية.
خرج المستشفى عن الخدمة عدة مرات، كانت المدة الأطول بينها في الفترة الممتدة ما بين ديسمبر2023-إبريل 2024، وهي الفترة التي اجتاحت بها قوات الاحتلال مدينة خانيونس، ليتبين لاحقا أن قوات الاحتلال حولت المستشفى لمركز تحقيق واستجواب للمواطنين، بالإضافة لتحويله لثكنة عسكرية ومركز قيادة وسيطرة لقيادة الفرقة 36.
كما خرج المستشفى عن الخدمة في الفترة ما بين الأول من تموز وحتى 25 من أغسطس 2024، نتيجة أوامر الإخلاء الإسرائيلية التي طالت منطقة الفخاري المستشفى.
وخلال الساعات الماضية خرج المستشفى مجددا عن الخدمة، بعد قصف عنيف طال محيطه، وهو ما تسبب باستشهاد أكثر من 80 فلسطينيا وإصابة 300 آخرين.
وبدعم أميركي وأوروبي، ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 173 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.