بعد الإفراج عن عيدان ألكسندر.. كيف ربحت "حماس" وماذا تعلمت؟

أكد متابعون، الخميس، أن استياء حركة "حماس" من الموقف الأميركي الذي تنصل من الالتزامات التي اتفق عليها مقابل الافراج عن الأسير "الإسرائيلي" مزدوج الجنسية عيدان الكسندر، كبادرة حسن نية، جعل "حماس" تظهر بالموقف القوي وتربح جولة في السياسة، كما أنها استطاعت تعرية الموقف الأميركي المتخاذل الذي لم يلتزم بما تم الاتفاق عليه مع الوسطاء.
وقال الكاتب والمحاضر السياسي فريد أبو ظهير، إن "حركة حماس كانت تدرك مسبقاً أن هناك احتمالا كبيرا بأن يتنصل الأمريكان من الاتفاق، خاصة في ظل تجاهلها لتنصل الاحتلال عن الدخول في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار السابق".
ورأى أبو ظهير خلال حديث خاص لـ"قدس برس"، أن "حماس راهنت على أن الأمريكان ربما يكونوا جادين هذه المرة، خاصة وأن ترامب يرغب في إحداث اختراق لإحداث تغيير في الوضع الحالي الذي بات بلا أفق، إلا أن الأمريكان، على ما يبدو، لم اصطدموا برفض الاحتلال لهذا الاتفاق".
ولم يستبعد أبو ظهير بأن يكون هناك "تواطؤ واتفاق مسبق بين أميركا وإسرائيل يتعلق بما جرى من تفاصيل"، وتابع: "من الممكن أن هذا الاتفاق تم بتوافق الأمريكان مع الاحتلال على أن يتم الإفراج عن الأسير الأمريكي، وعدم تنفيذ الاتفاق".
وشدد أبو ظهير على أن "الإفراج عن الأسير الأمريكي لم يشكل مشكلة كبيرة لدى حماس، فهو، في كل الأحوال، أسيرٌ واحد، ويبدو أنها رأت أنه من الممكن أن تدخل هذا الرهان لإدخال المساعدات والتضحية بورقة واحدة في المفاوضات الصعبة لوقف الحرب وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين. وهذا يفسر قولها بأن المفاوضات القادمة ستكون صعبة بسبب عدم تنفيذ الأمريكان للاتفاق على حد قوله".
ولفت إلى أن "هذه التجربة تُعد مهمة للتعرف على السياسة الأمريكية في ظل إدارة ترامب، وكشف حقيقة التصريحات التي يخرج بها ليل نهار بأنه يسعى لوقف الحرب، ونشر السلام في المنطقة"، وتابع: "ما جرى تؤكد أن التصريحات، وحتى التعهدات، ليست سوى فقاعات في الهواء، ولا رصيد سياسي أخلاقي لها على أرض الواقع".
من جانبه أكد الكاتب والمحلل السياسي سليمان، أنه "ووفقا لبيان حركة حماس فانّه من الواضح انها تعرضت الى خديعة من قبل الإدارة الأمريكية وربما تعرضت ايضا الى ضغوط من الوسطاء للإقدام على الخطوة بالإفراج عن الجندي عيدان وبالتالي كان يجب ان تكون هذه الخطوة من قبل حركه حماس لها مزيد من الضمانات لتطبيقها".
وأردف: “هذا يدلل الى ما كنا نذهب اليه دائما ان الإدارة الأمريكية حتى وان اظهرت نوعا من الخلاف مع سلوك بنيامين نتنياهو الا انها متوافقة حول الحرب واهداف الحرب وهذا يجعلنا يعني نذهب الى مستقبل سلبي لمستقبل هذه الحرب ".
ما جرى بحسب بشارات يشير إلى أن "الإدارة الأمريكية حتى هذه اللحظة ما زالت متمسكة بخيار استمراريه الحرب أكان الأمر استمرارها على النحو الذي كانت عليه من خلال عمليات الإبادة والقتل من قبل الاحتلال الاسرائيلي او الذهاب الى معركة سياسية يمكن او تحاول من خلالها الولايات المتحدة الأمريكية الضغط او اخراج حركه حماس من المشهد الفلسطيني بشكل كامل باست خدام ادوات مختلفة ابتداء من القضية الإنسانية وصولا إلى ما تبقى من أدوات يمكن العمل عليها".
ورأى بشارات أن "بيان حركه حماس يحمل نوعا من التهديد المبطن فيما يتعلق باي خطوات للتفاوض المقبلة بمعنى أن إضاعة فرصه الثقة التي كانت او التي بنيت بهذه الخطوة وبالمباحثات التي جرت سيكون لها انعكاس على حسن النيات المستقبلية وان حركه حماس لن تذهب في المستقبل الى أي خطوات كبادرة حسن نية ما لم يكن مقابلها ثمنا واضحا".
ونبه بشارات إلى أن "حماس ستتعلم من تجربتها التي ولدت شعور بضرورة التمسك بالمواقف وعدم التراجع عنها وهي المواقف المرتبطة بإنهاء الحرب بشكل كامل وعدم القبول باي انصاف من الحلول إذا ما طرحت اي اطروحات فيما يتعلق الذهاب الى وقف المؤقت لأطلاق النار او تهدئة مرحلية".
ويفترض بـ"حماس" أكمل بشارات: “بعد هذا الخداع الامريكي أن تكون أكثر يقظة وفهما لأليه وعقليه اداره المرحلة المقبلة سواء فيما يتعلق بالشق التفاوضي أو فيما يتعلق بالمطالب والاثمان التي يمكن أن تطلب في أي مرحلة تفاوضية مستقبلية".
وأعربت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن استيائها من تنصل واشنطن من التفاهمات التي أعقبت الإفراج عن الأسير عيدان ألكسندر، والتي تمحورت حول بدء دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مؤكدة أن أي مفاوضات مستقبلية للإفراج عن مزيد من الأسرى ستكون صعبة التحقيق في ظل هذا التنصل.
وشددت الحركة، في بيان صدر اليوم الخميس، على أن قرار الإفراج عن الأسير "جاء في إطار التخفيف عن شعبنا من خلال وقف العدوان وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية"، موضحة أن هذه المبادرة سبقت زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة.
وأضافت "حماس": "نتوقّع، حسب التفاهمات التي جرت مع الطرف الأمريكي وبعلم الوسطاء، أن يبدأ دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل فوري، إلى جانب الدعوة لوقف إطلاق نار دائم، وإجراء مفاوضات شاملة حول مختلف القضايا بما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة، وهو ما نتطلّع إلى تحقيقه".
إلا أن البيان استدرك بالقول: "غير أن عدم تنفيذ هذه الخطوات، وعلى وجه الخصوص عدم إدخال المساعدات الإنسانية لشعبنا، يلقي بظلال سلبية على أي جهود لاستكمال المفاوضات بشأن عملية تبادل الأسرى".
وكانت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، قد أفرجت يوم 12 أيار/مايو الجاري عن الجندي الإسرائيلي - الأمريكي مزدوج الجنسية عيدان ألكسندر، وذلك عقب اتصالات مع الإدارة الأمريكية.
وأشار بيان صادر عن "حماس" آنذاك إلى أن هذا الإفراج جاء "في إطار الجهود التي يبذلها الوسطاء لوقف إطلاق النار، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات والإغاثة لأهلنا وشعبنا في قطاع غزة".
وأكد البيان أن "هذه الخطوة جاءت بعد اتصالات مهمة أبدت فيها حركة حماس إيجابية ومرونة عالية".
واختتمت الحركة بيانها بالتأكيد على أن "المفاوضات الجادة والمسؤولة تُفضي إلى نتائج في ملف الإفراج عن الأسرى، أما استمرار العدوان، فإنه يطيل من معاناتهم وقد يودي بحياتهم".