أكياس "النايلون" بديلا لحفاظات الأطفال في غزة

منذ أيام تجوب السيدة أم رامي عصفور أسواق مدينة دير البلح باحثة عن "حفاظات" لطفلتها ميرا ذات الخمسة أشهر، ولكنها لم تجد سوى منتجات بديلة تمت صناعتها محليا، عبارة عن أكياس من النايلون تم تصميها على شكل حفاظات أطفال.

تقول أم رامي لـ"قدس برس" اضطررت لشراء عددا من هذه الحفاظات لتجربتها، ولكني فوجئت من النتائج السلبية لها، حيث تعاني ميرا من تسلخات وحروق شديدة، لأن الحفاظات البديلة لا تتمتع بأي درجة من الامتصاص وهي غير مريحة للطفل لعدم وجود مساحات للتهوية يمكن أن تخفف من درجة الحرارة.

تسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ الثاني من أذار/ مارس الماضي، في نفاذ ما تبقى من منتجات "حفاظات الأطفال"، وما تبقى تضاعفت أسعاره بصورة كبيرة.

وتباع الحافظة الواحدة بـ8 شواكل (2.2 دولار)، فيما يتجاوز سعر العبوة الواحدة حاليا بأكثر من 100 دولار، مقارنة بأقل من 5 دولارات قبل الإغلاق الإسرائيلي للمعابر.

وأكد مواطنون أن انقطاع حفاضات الأطفال شكل أزمة كبيرة بالنسبة لهم، خاصة مع الحاجة الشديدة لها.

بدوره يشير المواطن هيثم حلس في حديث لـ"قدس برس"، أن ابنه الرضيع بحاجة ما بين 5-6 من الحفاظات يوميا، وتكلفتها تتجاوز 20 دولار يوميا، وهذا ما لا يمكنني تحمله، لذلك قررت زوجتي تركه بدون حافظة في النهار وتخصيص قطعة واحدة له في المساء.

 

حافظات بديلة

لجأت العديد من النساء في غزة لصناعة وتصميم حفاظات من النايلون والأقمشة البالية، في محاولة لتجاوز شح الحفاظات وارتفاع أسعارها إذ لا يمكن للكثيرين من المواطنين تحمل تكاليفها.

ومع ذلك يحذر الأطباء والصيادلة من المخاطر الكبيرة لاستعمال هذا النوع من الحفاظات لما يترتب عليها من مخاطر صحية حيث تسبب الحساسية وقد تصل خطورتها إلى درجات معينة من الحروق والتسلخات حال تم الاعتماد عليها بشكل كبيرة ولفترات زمنية طويلة.

وتمنع سلطات الاحتلال منذ ما يقرب من عشرة أسابيع إدخال أي إمدادات إلى قطاع غزة، ما أدى إلى إغلاق المخابز والمطابخ المجتمعية والجمعيات الخيرية، في وقت أعلنت فيه المنظمات الدولية العاملة في القطاع عن نفاد مستودعاتها من المواد الغذائية الأساسية وحليب الأطفال.

وكان الاحتلال الإسرائيلي استأنف عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة فجر 18 آذار/مارس 2025، بعد توقف دام شهرين في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود الاتفاق طيلة فترة التهدئة.

ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وبمساندة أميركية وأوروبية، ترتكب قوات الاحتلال إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 172 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
خطة بن غفير لاستهداف الضفة.. وصفة للضم والتهجير وتقويض السلطة
يونيو 24, 2025
يرى عدد من الكتّاب والمحللين أن ما أعلنه وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال، إيتمار بن غفير، بشأن "خطة اليوم التالي للحرب مع إيران"، لا يُعدّ سوى تلخيص متأخر لسياسات تنفذها "إسرائيل" فعليًا منذ أشهر في الضفة الغربية. وتتمثل هذه السياسات في فرض السيطرة على الضفة، وتهجير سكانها، وإنهاء دور السلطة الفلسطينية وتقويضه. وفي هذا
وقف إطلاق النار بين إيران و"إسرائيل": تحولات مرتقبة في الإقليم وسط هدوء حذر
يونيو 24, 2025
رغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، عن وقف إطلاق النار بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، إلا أن حالة من الترقب تسود الأوساط السياسية والأمنية في المنطقة، وسط تحذيرات من أن الجولة الأخيرة من التصعيد لم تغلق أبواب الصراع، بل دفعت به إلى مستوى جديد من التحديات والتوترات الإقليمية والدولية. وقد حذّر محللون من أن
أزمة تمويل تهدد استمرار "أونروا" ومراقبون يحذرون من استهداف سياسي للوكالة
يونيو 24, 2025
قال المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، عدنان أبو حسنة، إن الوكالة تواجه أزمة مالية خطيرة تهدد استمرارها حتى نهاية العام الجاري، مشيراً إلى أن العجز المالي يقترب من 200 مليون دولار. وأوضح أبو حسنة أن الأزمة لا تقتصر على قطاع غزة أو الضفة الغربية، بل تشمل أيضاً الأردن ولبنان وسوريا وشرق مدينة
فرنسا: ندين قصف "إسرائيل" لمركز توزيع مساعدات في غزة أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى
يونيو 24, 2025
أدانت وزارة الخارجية الفرنسية بشدة القصف الإسرائيلي الذي استهدف مساء الجمعة تجمعًا لمدنيين في مركز لتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، في واحدة من أكثر الهجمات دموية على المدنيين منذ تصاعد العدوان. وأكدت الخارجية الفرنسية في بيان رسمي أن "فرنسا تدين القصف الإسرائيلي الذي استهدف مدنيين مجتمعين في
أكثر من 88 شهيدًا منذ فجر اليوم في غزة بينهم 56 من طالبي "المساعدات"
يونيو 24, 2025
شهد قطاع غزة تصعيدًا دمويًا جديدًا منذ فجر اليوم الثلاثاء، أسفر عن استشهاد أكثر من 88 فلسطينيًا في سلسلة غارات وقصف مدفعي وإطلاق نار، بينهم 56 شهيدًا على الأقل من المدنيين الذين كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية قرب نقاط توزيع الغذاء. وأفادت مصادر صحفية وطبية بأن طائرات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت خيامًا تؤوي نازحين في المنطقة الغربية
مؤسسات الأسرى: "إسرائيل" أصدرت 600 أمر اعتقال إداري خلال أسبوعين
يونيو 24, 2025
ذكر تقرير فلسطيني، اليوم الثلاثاء، إن المخابرات الإسرائيلية أصدرت 600 أمر اعتقال إداري (دون تهمة) خلال الأسبوعين الأخيرين. وقال البيان المشترك الصادر عن نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)، وهيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير، أن "مخابرات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت خلال الأسبوعين الأخيرين ما لا يقل عن 600 أمر اعتقال إداريّ، وهي من بين آلاف الأوامر