تحركات إسرائيلية غير اعتيادية شرق خانيونس.. هل يمهد الاحتلال لشق محور "كيسوفيم"؟

تشهد المناطق الشمالية الشرقية من محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، منذ ساعات الفجر الأولى من اليوم الجمعة، تحركات غير اعتيادية للآليات الإسرائيلية، التي تتحرك أفقياً على طول الشريط الشرقي لقطاع غزة.

وبحسب مراسل "قدس برس" في جنوب القطاع، شرعت قوات الاحتلال بنصب رافعات ضخمة مزودة برشاشات آلية، بمحاذاة موقع "كيسوفيم" الواقع شرق بلدة القرارة، والتي تقوم بإطلاق نار عشوائي تجاه منازل المواطنين، ما أجبر مئات العائلات على مغادرة منازلها والنزوح قسراً إلى منطقة المواصي.

وتواصل مدفعية الاحتلال منذ مساء أمس الخميس قصفها المكثف، مستهدفة مناطق "أبو العجين، وأبراج القسطل، ومحطة السميري، وبلدة القرارة، والفخاري" جنوبي القطاع.

ويواجه سكان هذه المناطق صعوبات كبيرة في التواصل مع طواقم الإسعاف والدفاع المدني لإجلائهم، وذلك بعد خروج مستشفى "غزة الأوروبي" عن الخدمة، نتيجة قصف إسرائيلي استهدف محيطه وألحق أضراراً كبيرة بجدرانه وبنيته التحتية، فضلاً عن تدمير غرف العمليات.

ويعد مستشفى "غزة الأوروبي" المستشفى الوحيد في جنوب القطاع القريب من المناطق الشرقية لمحافظة خانيونس، ومع خروجه عن الخدمة، بات أكثر من 300 ألف مواطن محرومين من أي مرفق طبي يقدم لهم الخدمات الصحية في هذه الظروف.

هل يسعى الاحتلال لشق محور جديد؟

يثير القصف الإسرائيلي العنيف للمناطق الشرقية من محافظتي خانيونس ودير البلح تساؤلات حول نوايا الاحتلال، وما إذا كانت تهدف إلى استكمال خطة "الأصابع الخمسة" من خلال شق محور "كيسوفيم"، بهدف فصل مخيمات وسط القطاع عن محافظة خان يونس.

ويعد محور "كيسوفيم" هو المحور الوحيد المتبقي الذي لم تسيطر عليه "إسرائيل" حتى الآن، في حين تخضع باقي مناطق القطاع لسيطرة إسرائيلية من أربعة محاور أطلق عليها الاحتلال مسمياتها العبرية، على النحو التالي:

  • محور "فيلادلفيا": الفاصل بين قطاع غزة ومصر.

  • محور "موراغ": الفاصل بين محافظة رفح ومحافظة خانيونس جنوب القطاع.

  • محور "نتساريم": الفاصل بين معسكرات وسط القطاع ومحافظة غزة.

  • محور "مفلاسيم": الفاصل بين محافظة غزة ومحافظات شمال القطاع.

وكان محور "كيسوفيم" حتى عام 2004 (قبل الانسحاب الإسرائيلي) يمتد من موقع "كيسوفيم" العسكري مروراً بوادي السلقا وحتى شاطئ البحر غرباً، ويفصل محافظة دير البلح وسط القطاع عن محافظة خانيونس جنوبا.

تصعيد شمال القطاع

بالتوازي مع هذه التطورات، تشهد المناطق الشمالية من قطاع غزة هجوماً إسرائيلياً هو الأعنف منذ أشهر، حيث استهدف الطيران الحربي عشرات المنازل في بلدتي جباليا وبيت لاهيا، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 140 مواطناً، في حين ارتفعت حصيلة الشهداء خلال الساعات الـ36 الأخيرة إلى أكثر من 260 شهيداً ومئات الجرحى.

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد استأنف فجر 18 آذار/مارس 2025، عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود الاتفاق طوال فترة التهدئة.

وبدعم أميركي وأوروبي، ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 173 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
"الأورومتوسطي": منع الوقود عن مستشفيات غزة أداة قتل مباشر
يوليو 1, 2025
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مستقل مقره جنيف)، الثلاثاء، إن منع "إسرائيل" إدخال الوقود إلى مستشفيات قطاع غزة يُمثّل أداة قتل مباشر ووسيلة تهجير قسري بحق السكان المدنيين، ويُحوّل المرافق الصحية إلى أماكن للموت بدلا من الرعاية. وأوضح المرصد في بيان صحفي، أن توقف المولدات الكهربائية وتعطل الأجهزة الطبية الحيوية يعرض حياة آلاف المرضى لخطر
كيف تستغل حكومة الاحتلال تصاعد اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية؟
يوليو 1, 2025
في الوقت الذي تتركّز فيه أنظار العالم على المجازر المتواصلة في غزة، تتسارع وتيرة الاستيطان والاعتداءات في الضفة الغربية بهدوء مريب، مستفيدة من حالة التعتيم والصمت الدولي. فالمشهد هناك لا يقل خطورة، حيث تحوّلت الضفة إلى مسرح لعمليات تهجير قسري وضم متسارع، في ظل رعاية مباشرة من حكومة الاحتلال، وغياب أي ردع أممي حقيقي. وسط
دفاع مدني غزة: يوم دامٍ في القطاع يسفر عن 70 شهيدا ومئات الجرحى
يوليو 1, 2025
قال المتحدث باسم المديرية العامة للدفاع المدني في قطاع غزة، محمود بصل، الثلاثاء، إن مدينة غزة شهدت منذ ساعات الفجر يوما داميا وصعبا بفعل عدوان الاحتلال "الإسرائيلي" المتواصل، حيث تم استهداف أكثر من 25 منزلا بشكل مباشر، بالإضافة إلى خمس تجمعات للمواطنين. وأوضح بصل أن الحصيلة الأولية للضحايا بلغت نحو 70 شهيدا، بينهم 11 شهيدا
تصعيد استيطاني في الضفة: حرق أراضٍ جنوب نابلس وبؤرة جديدة قرب أريحا
يوليو 1, 2025
شهدت الضفة الغربية، اليوم الثلاثاء، تصعيدًا خطيرًا في النشاطات الاستيطانية، تمثل بإحراق مستوطنين لعشرات الدونمات الزراعية في قرية مادما جنوب نابلس، شمالي الضفة الغربية، وإقامة بؤرة استيطانية جديدة في منطقة المعرجات شمال غرب أريحا،شرقي الضفة الغربية المحتلة. وقال رئيس مجلس مادما القروي، عبد الله زيادة في تصريح صحفي، إن "مستوطنين أضرموا النيران في أراضٍ زراعية
جيش الاحتلال يؤكد إطلاق صواريخ من قطاع غزة واليمن
يوليو 1, 2025
قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن "صاروخين أطلقا اليوم الثلاثاء، من قطاع غزة على الغلاف الجنوبي". وأشارت مصادر عبرية إلى أن "صفارات الإنذار دوت في عدد من المستوطنات المحاذية للقطاع". وفي سياق متصل قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان، مساء اليوم  الثلاثاء، إن قواته رصدت إطلاق صاروخ قادم من اليمن وتقوم بالتعامل معه. وكانت جماعة "أنصار
 "الإغاثة التركية" تحذر من استمرار الإبادة في غزة وتدعو لعزل "إسرائيل"
يوليو 1, 2025
قالت هيئة الإغاثة الإنسانية التركية "IHH" (منظمة مجتمع مدني تُعنى بتقديم المساعدات الإنسانية في مناطق الأزمات حول العالم)، إن "المأساة الإنسانية في قطاع غزة مستمرة بفعل الهجمات (الإسرائيلية) المتواصلة"، متهمة المجتمع الدولي بالتقاعس في وقف الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين. وقال عضو مجلس الأمناء في الهيئة، عزت شاهين، خلال مؤتمر عقدته الهيئة في مدينة إسطنبول، اليوم