"العودة الطبية": توقف تام لخدماتنا في غزة خلال أيام بسبب انقطاع الإمدادات لأكثر من 70 يوماً

حذّرت جمعية العودة الصحية والمجتمعية في قطاع غزة، من توقف خدماتها الصحية والاجتماعية بشكل كامل خلال الأيام المقبلة، جراء عدم وصول أي إمدادات طبية منذ الثاني من مارس/آذار الماضي. كما أعلنت عن توقف سبع سيارات إسعاف عن العمل بسبب نفاد الوقود.
وتُقدّم الجمعية خدماتها عبر مستشفيي "العودة" في شمال ووسط القطاع، بالإضافة إلى مراكز الرعاية الصحية الأولية والحماية المجتمعية المنتشرة في محافظات غزة.
وقال مدير الجمعية، رأفت المجدلاوي، في بيان صحفي اليوم السبت، إن خدمات الجمعية "مهددة بالتوقف التام خلال الأيام القادمة بسبب عدم وصول أية إمدادات طبية منذ أكثر من سبعين يوماً".
وأكد أن نقص الإمدادات الطبية يُفاقم من تدهور الخدمات الصحية التي تُقدَّم أصلاً بالحد الأدنى.
ومنذ الثاني من مارس/آذار الماضي، تُغلق "إسرائيل" معابر قطاع غزة أمام المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى دخول نحو 2.4 مليون فلسطيني في حالة مجاعة.
وأضاف المجدلاوي أنه، إلى جانب نقص الإمدادات الطبية، "لم يتلقَّ مستشفى العودة في شمال القطاع أي كميات من السولار منذ 17 أبريل/نيسان الماضي، فيما لم يصل الوقود إلى مستشفى العودة في وسط القطاع منذ 17 فبراير/شباط الماضي"، مشيراً إلى أن الجمعية بدأت "إجراءات تقشفية لإدارة مخزون المحروقات المتبقي".
وأعلن المجدلاوي، عن توقف سبع سيارات إسعاف من أصل تسع عن العمل بسبب نفاد الوقود، وتقليص ساعات العمل في مراكز الرعاية الصحية الأولية ومراكز الحماية المجتمعية بهدف ترشيد استهلاك السولار، وفقاً للبيان.
وناشدت الجمعية جميع الأطراف المعنية العمل على توفير "الإمدادات الطبية والمحروقات اللازمة لضمان استمرارية تقديم الخدمات في مرافقها الصحية والمجتمعية".
ودعت، وفق البيان، إلى ضرورة "تحييد المرافق الصحية، باعتبارها أعياناً مدنية، عن أي شكل من أشكال الاستهداف أو الحرمان، لا سيما في أوقات النزاعات والحروب".
وكانت مارغريت هاريس، المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، قد صرّحت الجمعة خلال مؤتمر صحفي بمكتب الأمم المتحدة، بأن "المنظمة، شأنها شأن باقي المنظمات الإنسانية، لم تعد قادرة على إيصال أي مساعدات إلى قطاع غزة الخاضع لحصار خانق تفرضه إسرائيل".
وقالت هاريس: "لم يعد مسموحاً لمنظمة الصحة العالمية، كما هو حال باقي المنظمات الإنسانية، بتسليم أي شيء إلى قطاع غزة".
وفي الأيام الخمسة الماضية، كثّفت "إسرائيل" استهدافها لمستشفيات القطاع ومحيطها، ما ألحق بها أضراراً جسيمة، وتسبب في خروج مستشفى "غزة الأوروبي" جنوبي القطاع عن الخدمة، بحسب ما أفادت به وزارة الصحة في غزة، يوم الخميس.
وخلال هذه الفترة، ضاعفت "إسرائيل" وتيرة الهجمات على قطاع غزة، وارتكبت مجازر أودت بحياة مئات الفلسطينيين وأوقعت آلاف الإصابات، وذلك بالتزامن مع جولة أجراها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الشرق الأوسط استمرت أربعة أيام.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد استأنف فجر 18 آذار/مارس 2025، عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود الاتفاق طوال فترة التهدئة.
وبدعم أميركي وأوروبي، ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 173 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.