"الديمقراطية": النكبة مستمرة وندعو لتحرك فلسطيني جامع لإفشال المشروع الصهيوني

نظّمت "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" (أحد فصائل منظمة التحرير الفلسطينية)، ندوة سياسية في قاعة المركز الثقافي الفلسطيني في مخيم الجليل بمدينة بعلبك – البقاع اللبناني، إحياءً للذكرى السابعة والسبعين للنكبة الفلسطينية، تحت عنوان "القضية الفلسطينية والمهام الوطنية في مواجهة المشروع الصهيوني وحرب الإبادة".
وشارك في الندوة، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية ومسؤولها في لبنان يوسف أحمد، وعضو اللجنة المركزية عبدالله كامل، ومسؤول الجبهة في المخيم عماد الناجي، إلى جانب حضور واسع من ممثلي القوى والأحزاب اللبنانية والفلسطينية، والاتحادات واللجان الشعبية والهيئات النسائية والشبابية والعمالية والثقافية.
وفي كلمته، أكّد يوسف أحمد أن "الوحدة والصمود والمقاومة الشاملة هي طريق الخلاص الوطني لردع الاحتلال والتصدي للمشروع الصهيوني وحماية المشروع الوطني الفلسطيني".
ولفت إلى أن "الشعب الفلسطيني يواجه اليوم حلقة جديدة من النكبة، تتجسد في النفي وإنكار الوجود، وتهويد الأرض، وتهجير الشعب، بدعم غربي واضح، وصمت دولي مخزٍ، تجاه المجازر التي تُرتكب في غزة، وسياسات الضم والاستيطان والتطهير العرقي في الضفة الغربية".
وشدّد أحمد على أن "القضية الفلسطينية تمر اليوم بمرحلة مفصلية"، داعياً إلى "استنهاض عناصر القوة الفلسطينية، وتعزيز صمود الشعب والمقاومة، وإنجاز الوحدة الوطنية من خلال إطلاق حوار وطني شامل، يُبنى على مخرجات لقاء بكين، لرسم خطة وطنية موحّدة تُفشل التدخلات الخارجية والمشاريع التصفوية".
وفي الشأن اللبناني، شدد أحمد على أهمية "تعزيز العمل الفلسطيني المشترك للدفاع عن حقوق اللاجئين ومصالحهم، ورفض سياسة التكيّف التي تنتهجها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) مع الأزمة المالية والضغوط السياسية"، داعياً إلى "موقف فلسطيني ولبناني موحّد لحماية الوكالة وضمان استمرار دورها ومسؤولياتها".
كما أكد على حرص الشعب الفلسطيني وفصائله على "أمن واستقرار لبنان والمخيمات، وبناء علاقات لبنانية – فلسطينية متينة"، مع ضرورة معالجة القضايا بالحوار المشترك، وبما يحمي حق العودة، ويُفشل مشاريع التهجير والتوطين، ويضمن إقرار الحقوق الإنسانية والاجتماعية للاجئين.
كما دعا القمة العربية في بغداد إلى "تحمّل مسؤولياتها واتخاذ مواقف عملية وجريئة لوقف العدوان ودعم حقوق شعبنا المشروعة".
وتحلّ الذكرى السابعة والسبعون للنكبة الفلسطينية في ظل ظروف مأساوية غير مسبوقة يعيشها الشعب الفلسطيني، لا سيما في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان دموي راح ضحيته عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إلى جانب دمار واسع طال البنى التحتية والمرافق الصحية والتعليمية.
وتتزامن الذكرى هذا العام مع تصاعد سياسات الاستيطان والضم والتطهير العرقي في الضفة الغربية، وسط صمت دولي مطبق، وعجز عربي رسمي عن وقف الجرائم والانتهاكات من قبل الاحتلال، فيما يواجه اللاجئون الفلسطينيون في الشتات، ولا سيما في لبنان، أوضاعًا معيشية واقتصادية صعبة، في ظل تقليص خدمات "أونروا" والضغوط السياسية الرامية إلى إنهاء دورها، ما يضع القضية الفلسطينية أمام تحديات مصيرية تتطلب وحدة وطنية واستراتيجية مواجهة شاملة.