"الشعبية": مخرجات القمة العربية شكلية ما لم تتحول إلى قرارات عملية وملزمة

رأت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" (أحد فصائل منظمة التحرير الفلسطينية) أن "مخرجات القمة العربية الأخيرة، رغم ما تضمّنته من مواقف مبدئية، جاءت مخيّبة للآمال ولا ترقى إلى مستوى الجرائم والمجازر التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ أكثر من 19 شهراً، معتبرة أن ما صدر عن القمة يعكس استمرار العجز الرسمي العربي عن القيام بواجباته القومية والإنسانية تجاه معاناة الفلسطينيين".
وفي بيان صحفي تلقّته "قدس برس" اليوم الأحد، شددت الجبهة على أن" رفض التهجير، وإدانة الإبادة وسياسة التجويع وتدمير البنية التحتية، رغم أهميتها، تبقى مواقف شكلية ومجردة من أدوات الفعل والتأثير، ما لم تتحول إلى قرارات ملزمة وآليات تنفيذية عاجلة".
وأكدت أن "المطلوب من القمة لم يكن مجرد إعادة التأكيد على الثوابت، بل اتخاذ إجراءات عملية فورية، أبرزها: تنفيذ قرارات القمم السابقة بفك الحصار عن غزة، وفتح المعابر بشكل دائم لتأمين تدفق المساعدات الغذائية والطبية والوقود، في مواجهة حرب الإبادة والتجويع التي يشنّها الاحتلال الصهيوني".
ودعت إلى "تفعيل مقدرات الأمة العربية للضغط الحقيقي من أجل وقف العدوان، وذلك عبر وقف كل أشكال التطبيع، وتجميد الاتفاقات مع الكيان، وتفعيل الضغط السياسي والدبلوماسي والاقتصادي".
واختتمت الجبهة بيانها بالتأكيد على أن "القمة العربية مُلزمة بتحويل قراراتها إلى خطوات ملموسة تنهي حالة العجز والتراخي، وتعيد الاعتبار للموقف العربي القومي نصرةً للشعب الفلسطيني، ودعماً لصموده ونضاله من أجل الحرية والعودة والاستقلال".
وتأتي مخرجات القمة العربية الأخيرة في بغداد في ظل أوضاع كارثية يشهدها قطاع غزة، حيث يتواصل العدوان الإسرائيلي موقعًا عشرات آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب دمار واسع طال البنى التحتية والمرافق الصحية والتعليمية، وسط حصار خانق وتجويع ممنهج.
كما تشهد الضفة الغربية تصاعدًا في وتيرة الاستيطان والضم والتطهير العرقي، ضمن مشروع صهيوني متكامل لإنهاء القضية الفلسطينية، بدعم غربي وصمت دولي.
ورغم المواقف التضامنية المتكررة، إلا أن الشعوب الفلسطينية والعربية باتت تطالب بخطوات عملية وملموسة تضع حدًا للعجز الرسمي العربي، وتنتصر فعليًا لدماء الضحايا وصمود غزة.