ندوة سياسية لـ"الديمقراطية" في جنوب لبنان: المقاومة والوحدة طريق النهوض الوطني

نظّمت "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"(أحد فصائل منظمة التحرير الفلسطينية)، في لبنان، اليوم الأحد، ندوةً سياسية في تجمّع "القاسمية" للاجئين الفلسطينيين شمالي مدينة صور، بمناسبة الذكرى السابعة والسبعين لنكبة فلسطين، وذلك بحضور ممثلي الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والهيئات المجتمعية، بالإضافة إلى عدد من قيادات الجبهة، بينهم عضو اللجنة المركزية تيسير عمار.
وأدار الندوة غازي حسين، مسؤول الجبهة في تجمعات الشريط الساحلي، فيما ألقى الكلمة السياسية عضو المكتب السياسي للجبهة، فتحي كليب، الذي تناول في مداخلته محطات تاريخية من النكبة ومسار النضال الوطني الفلسطيني، وسبل استعادة الوحدة الوطنية وبناء المشروع التحرري على أسس صلبة.
وقال كليب إنّ "الحركة الصهيونية ظنت أن نكبة 1948 ستكون نهاية لفلسطين وشعبها، إلا أن الشعب الفلسطيني عاد ونهض من تحت الركام حاملاً بندقيته وبرنامجه الوطني، ليُثبت أنه حركة تحرر أصيلة وسط حركات التحرر العالمية".
وأضاف أن "النكبة لم تُنهِ القضية بل أطلقت مرحلة جديدة من الكفاح أثمرت صعود منظمة التحرير وبرنامجها الوطني والسياسي الموحد".
وأشار إلى أن "أوسلو كان انحرافًا خطيرًا عن المسار الوطني، إذ دفع شعبنا ثمنًا باهظًا من وحدته وحقوقه وتماسك قضيته، محذرًا من استمرار حالة التراجع والضياع في ظل تهميش منظمة التحرير، وضرب البرنامج الوطني، وغياب الإرادة السياسية الجامعة".
وشدّد على أنّ "الفلسطينيين فرضوا أنفسهم على مسرح العلاقات الدولية عندما أطلقوا ثورتهم وامتلكوا برنامجًا سياسيًا مقاومًا، أعاد تقديم الرواية الفلسطينية بوجه الرواية الصهيونية، وأجبر العالم على الاعتراف بحقوقهم الوطنية، مشيرًا إلى أن التراجع الراهن يمكن تجاوزه فقط بـ"إعادة توحيد الصفوف، وإطلاق حوار وطني شامل، وصياغة برنامج نضالي ومقاوم يوحد الجهد الوطني ويعيد الاعتبار للنضال الفلسطيني".
وختم بالقول: "ذكرى النكبة ليست مناسبة للبكاء واستعراض المأساة، بل محطة للتقييم والبناء على دروسها، عبر صياغة نظام سياسي جديد قائم على الشراكة الوطنية، ومقاومة موحدة قادرة على مواجهة المشروع الصهيوني واستنهاض شعبنا في مختلف أماكن وجوده".
وتحلّ الذكرى السابعة والسبعون للنكبة الفلسطينية في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، لا سيما في قطاع غزة، واستمرار سياسات الاستيطان والضم والتطهير العرقي في الضفة الغربية، ما يجعل استعادة البرنامج الوطني الفلسطيني وتوحيد قواه ضرورة ملحة لمواجهة مشاريع التصفية والتهميش.