لبنان.. "الديمقراطية" تجدد الالتزام بالمقاومة والوحدة في مواجهة مشاريع التصفية

في الذكرى السابعة والسبعين للنكبة، وبين أنقاض الذاكرة الفلسطينية الممتدة من قرى الجليل إلى مخيمات اللجوء في لبنان، أحيت "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" المناسبة بندوتين سياسيتين حاشدتين، الأولى في مخيم برج البراجنة، والثانية في نهر البارد، لتؤكد مجددًا أن نكبة فلسطين لم تنته، بل تتجدد مع كل عدوان واستهداف للوجود والحق الفلسطيني.
من التهجير إلى المقاومة.. وحدة في مواجهة الإبادة
في قاعة الشهيد أحمد مصطفى في مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في مدينة بيروت، نظمت الجبهة ندوة سياسية تحت شعار "من التهجير إلى المقاومة… نحو وحدة وطنية في مواجهة مشاريع الإبادة والتصفية"، شارك فيها ممثلو فصائل، أحزاب لبنانية، وفعاليات شعبية.
وشدد عضو المكتب السياسي للجبهة، ومسؤولها في لبنان، يوسف أحمد، في كلمته على أن "ما يتعرض له الشعب الفلسطيني اليوم، من حرب إبادة في غزة وسياسات التهجير في الضفة والقدس والداخل المحتل، ليس إلا امتداداً للمشروع الصهيوني الذي بدأ منذ نكبة العام 1948، مشيرًا إلى أن الرد على هذه الجرائم يكون بتوحيد الصف الوطني، وإنهاء الانقسام، وتبني استراتيجية مقاومة شاملة".
ولفت أحمد إلى "خطورة الصمت الدولي والتواطؤ العربي، مؤكدًا أن العدوان المستمر يتطلب تحركًا فلسطينيًا جماعيًا، داعيًا إلى عقد مجلس مركزي توحيدي وتطبيق مخرجات حوار بكين، وتشكيل حكومة وفاق وطني".
نهر البارد.. مأساة مستمرة منذ 18 عامًا
وفي قاعة الشهيد وليد الحاج بمخيم نهر البارد، نظّمت دائرة اللاجئين والأونروا في الجبهة ورشة عمل سياسية وخدماتية بعنوان "الأونروا من النكبة إلى مأساة أبناء مخيم نهر البارد"، بحضور واسع من ممثلي الفصائل واللجان والأطر الشبابية.
وسلط أركان بدر، مسؤول دائرة اللاجئين في لبنان، الضوء على التقصير المزمن في إعمار المخيم، بعد مرور 18 عاماً على تدميره، محمّلاً وكالة "الأونروا" مسؤولية الفشل في إنجاز إعادة الإعمار، ومطالبًا بخطة فلسطينية موحدة للضغط على الوكالة والدول المانحة لتأمين التمويل المطلوب.
المداخلات التي تخللت الورشة جسدت الغضب الشعبي المتصاعد، في ظل استمرار معاناة مئات العائلات التي لم تُعمر منازلها، وتراجع الخدمات الصحية والتعليمية، وغياب برامج الدعم والاستشفاء، إضافة إلى بطالة خانقة ومشاكل البنية التحتية.
ورغم تنوع الفعاليتين في الشكل والمكان، فإن الرسائل كانت واحدة: لا خلاص من النكبة إلا بالوحدة، ولا عدالة بلا عودة، إذ شدد المتحدثون على ضرورة الحفاظ على دور الأونروا، ورفض كل مشاريع التوطين والتهجير، وتثبيت حق العودة كخيار وحيد لا مساومة عليه.
كما أعادت الورشتان تسليط الضوء على أوضاع اللاجئين في لبنان، الذين يعانون من الحرمان والإقصاء، وكأن النكبة ما زالت قائمة في تفاصيل حياتهم اليومية: في البيت غير المعمَّر، والمدرسة الناقصة، والمشفى الغائب، والهوية المؤجلة.