"الجبهة الداخلية": الاحتلال استهداف فرق تأمين المساعدات بغزة لنشر الفوضى وحماية العصابات

أدانت "الجبهة الداخلية الفلسطينية"، الجريمة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم في شارع "صلاح الدين" بمنطقة دير البلح وسط قطاع غزة، والتي أسفرت عن استشهاد ستة من عناصر فرق تأمين المساعدات وإصابة عدد آخر، إثر سلسلة غارات متتالية استهدفت فرق الإغاثة والمدنيين، ثم طواقم الإسعاف التي هرعت إلى المكان لإنقاذ المصابين.
وأكدت الجبهة، في بيان صحفي اليوم الجمعة، تلقته "قدس برس"، أن ما جرى لم يكن مجرد استهداف عرضي، بل جريمة مخطط لها بعناية، تكشف عن نوايا الاحتلال في تعطيل المساعدات الإنسانية، ضمن ما وصفته بـ"سياسة هندسة التجويع" الممنهجة، التي تستهدف شعب غزة في غذائه ودوائه.
وأوضح البيان، أن الطيران الحربي الإسرائيلي تدخل فور قيام عناصر التأمين بالتصدي لمحاولة سطو مسلح على شاحنات الإغاثة من قبل مجموعة خارجة عن القانون، حيث جرى قصف القوة الأمنية بشكل مباشر أثناء أدائها لمهامها الإنسانية والوطنية.
واتهمت الجبهة، الاحتلال بتوفير غطاء جوي لتلك المجموعة المعتدية، معتبرة ذلك دليلاً واضحاً على تورطه المباشر في إشاعة الفوضى وتمكين عناصر خارجة عن القانون لتنفيذ أجنداته، في مسعى لضرب النسيج الاجتماعي الفلسطيني من الداخل.
وشددت الجبهة، في بيانها على أن من يعتدي على قوافل المساعدات إنما يطعن أهله في ظهورهم ويقف في صف العدو، مؤكدة أن تلك الفئة مرفوضة من أبناء الشعب الفلسطيني، وستُلاحق ميدانياً دون تهاون، وستُحاسب بأقصى درجات الحزم.
وحمّلت الجبهة الداخلية الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، داعية المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية إلى التدخل العاجل لحماية فرق الإغاثة وضمان وصول المساعدات بعيداً عن استهدافات الاحتلال وانفلات أدواته على الأرض.
وختمت الجبهة، بيانها بالتأكيد على أن المعركة اليوم لم تعد تقتصر على الجبهات العسكرية، بل تشمل أيضاً حماية المجتمع الفلسطيني من الانهيار الأخلاقي والاجتماعي الذي يسعى الاحتلال لفرضه، مشددة على مواصلة التصدي بكل وعي وانضباط لهذا المشروع التخريبي.
وأدان "الإعلامي الحكومي"، في تصريح صحفي، تلقته "قدس برس"، اليوم الجمعة، بـ"أشد العبارات الجريمة المروعة التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق عناصر تأمين المساعدات واللجان الشعبية المتطوعة في منطقة دير البلح (وسط قطاع غزة)، والتي أسفرت – حتى لحظة إصدار هذا البيان – عن استشهاد 6 من أفراد فرق التأمين وحماية المساعدات وصلت إلى المستشفى، جراء 8 غارات واستهدافات مباشرة نفذها الاحتلال خلال ساعات الليل والفجر، بينما مازال عدد من الشهداء مكان المجزرة يصعب الوصول إليهم بسبب القصف واستمرار إطلاق النار من الطائرات في المكان".
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد استأنف فجر 18 آذار/مارس 2025، عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود الاتفاق طوال فترة التهدئة.
وبدعم أميركي وأوروبي، ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 175 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.