البرازيل.. فلسطينيون عائدون من غزة يروون تفاصيل النجاة واستقبال ذويهم

وصل مساء أمس الخميس إلى مطار "غواروليوس" الدولي في مدينة ساو باولو البرازيلية، دفعة جديدة من الفلسطينيين العائدين من قطاع غزة، ضمن عمليات الإجلاء التي تنفذها الحكومة البرازيلية منذ اندلاع العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وضمّت هذه الدفعة 12 شخصاً، بينهم 6 أطفال، تم نقلهم من غزة إلى العاصمة الأردنية عمّان، قبل أن يستقلوا طائرة إلى البرازيل. وبهذه الدفعة، يرتفع عدد من أجلتهم البرازيل من غزة إلى 127 شخصاً.
رمضان عبدو: "أخيرًا احتضنت أولادي بعد 600 يوم من الرعب"
في مشهد مؤثر، استقبل الفلسطيني رمضان حسن عبدو (31 عامًا) أطفاله الثلاثة في المطار، بعد فراق دام أكثر من عام ونصف. وقال عبدو، وهو محاسب سابق في شركة صرافة بغزة ويقيم حالياً في البرازيل:
"مشاعري لا توصف، كأي أب يرى أولاده بعد 600 يوم وهم تحت القصف والدمار والجوع... كانت الحياة صعبة جداً، والموت يلاحقهم من مكان إلى آخر. كل أسبوعين نزوح جديد، ولا أمان".
وأضاف في تصريحات لـ"قدس برس" خلال استقباله أولاده: "أنا ممتن جداً للحكومة البرازيلية والرئيس البرازيلي، الذين تمكنوا من إخراج أطفالي، كونهم حالة إنسانية. شكراً أيضاً للصحفيين والإعلاميين الذين ساندوني طوال السنة الماضية. أعمل حالياً في مطعم هنا".
وأكد عبدو: "نحب البرازيل ونتمنى الاستقرار فيها، لكننا نأمل أن تنتهي الحرب، وأن يعود وطننا آمناً".
فايزة داوود: "البرازيل أنقذت أرواحاً، وعلينا التركيز على من بقي هناك"
من جهتها، عبّرت فايزة داوود، وهي ناشطة تدير جمعية غير حكومية في ساو باولو، عن سعادتها بوصول المجموعة الجديدة، لكنها شددت على أن الأمل لا يزال معقوداً على إجلاء المزيد: "الحمد لله، الناس الذين وصلوا تمكنوا من الخروج من الجحيم بفضل الحكومة البرازيلية. يجب أن يكون هناك تركيز أكبر على من لا يزالون عالقين هناك، فهم بشر ولهم حق. الحكومة تعمل على إجلاء من يستحقون".
وتابعت داوود، في تصريحات لـ"قدس برس": "الواصلون يشعرون أنهم نجوا من الموت، من الجوع، من العطش، ومن القصف. حين كانوا هناك، كانوا يتمنون الموت من شدة التعب. والآن، إن شاء الله، سيتأقلمون ويعيشون هنا بكرامة".
شهادات مؤثرة: "أطفالنا كانوا ينامون مرعوبين من القصف"
في شهادة أخرى مؤثرة لإحدى الواصلات، تحدثت أمام الصحفيين عن حجم الرعب الذي عاشه الأطفال في غزة، قائلة: "الصوت كان لا يتوقف على مدار الساعة. الأطفال كانوا يصحون مرعوبين من شدة القصف حولنا. كنا نسمع الانفجارات كل ساعة تقريباً، وكان الخوف يسيطر على كل لحظة من حياتنا. الوضع كان كارثياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى".
جهود حكومية ودبلوماسية
أشارت وزارة الخارجية البرازيلية، في بيان لها، إلى أن عملية الإجلاء جرت بسرية تامة لضمان سلامة المُرحّلين، وبتنسيق بين سفارات البرازيل في عمّان و"تل أبيب"، ومكتب التمثيل في رام الله.
وأكد البيان، الذي رصدته "قدس برس"، استمرار الوزارة في متابعة الأوضاع الأمنية في غزة، مشدداً على "عدم التوصية بأي سفر إلى المنطقة في الوقت الراهن".
وكان وزير الأمانة العامة للاتصال الاجتماعي في رئاسة الجمهورية البرازيلية، باولو بيمنتا، قد صرّح بأن "الإبادة الجماعية في غزة يجب أن تنتهي"، محذرًا من تدهور الوضع الإنساني بشكل يومي في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي. وقال في فيديو نشره عبر "إنستغرام" ورصدته "قدس برس"، إن "إسرائيل تواصل قتل الأطفال والنساء، بينما يعاني السكان من الجوع ونقص المياه الصالحة للشرب والإمدادات الطبية"، مؤكدًا أن "ما يجري هو إبادة جماعية حقيقية، والصمت تواطؤ".
وأشار بيمنتا، وهو نائب فيدرالي، إلى التزامه الكامل بدعم القضية الفلسطينية، داعيًا إلى تكثيف الضغط الدولي، ومؤكدًا أن البرلمان البرازيلي سيكون منبرًا للدفاع عن حقوق الفلسطينيين وكرامتهم.