محللون…الاقتحام المستمر لمدن الضفة شطب لكل مخرجات اتفاقيات "أوسلو"
قال محللون سياسيون إن استمرار حكومة الاحتلال بمسلسل استهداف مدن ومناطق الضفة الغربية من خلال الاجتياحات والاعتداءات، هو بمثابة إعلان نهاية وشطب اتفاقية "أوسلو"، ومحاولة يائسة من حكومة الاحتلال لترميم صورة جيشها الذي هزم بعد السابع من أكتوبر.
وأكد الكاتب والمترجم للإعلام الإسرائيلي محمد أبو علان، أن عمليات الاقتحام اليومية للمدن والمخيمات والقرى في الضفة الغربية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي هو عملياً شطب لكل مخرجات اتفاقيات أوسلو التي تعتبر مراكز المدن مناطق سيادة إدارية وأمنية فلسطينية، ورسالة إسرائيلية للقول إن لا سلطة لغير جيش الاحتلال.
ولفت أبو علان إلى أنه ومنذ الأيام الأولى لتشكيل حكومة بنيامين نتنياهو الحالية، كان مشروعها من خلال الوزراء سموتريش وبن غفير حل السلطة الفلسطينية، ومنع إقامة دولة فلسطينية على اعتبار أن الدولة الفلسطينية خطر وجودي على دولة الاحتلال حسب تعبيرهم، وكررها سموتريش أكثر من مرة بأن منع إقامة الدولة الفلسطينية هدف حياته المركزي.
وأردف:" السياسية الإسرائيلية كلها كانت تصب في هذا الاتجاه، سياسة مصادرة الأراضي، وتوسعة البناء في المستوطنات القائمة، وإقامة مستوطنات جديدة، تقطيع أوصال الضفة الغربية، كل هذا بهدف خلق تواصل جغرافي بين المستوطنات، وقطع التواصل بين المناطق الفلسطينية لقتل آفاق أي حل سياسي ممكن.
وكشف أنه وبناء على المعطيات الإسرائيلية فان مجموع الأراضي التي أعلنت كأراضي دولة في عهد الحكومة الإسرائيلية الحالية تساوي حجم الأراضي التي أعلنت كأراضي دولة منذ العام 1993 وحتى العام 2022 حين تشكيل هذه الحكومة.
من جانبه قال الكاتب السياسي والمحاضر الجامعي فريد أبو ظهير بأن اقتحام المدن والمناطق الفلسطينية في الضفة الغربية يأتي في سياق محاولات الانتقام بعد أحداث السابع من أكتوبر ومحاولة ترميم صورة جيش الاحتلال الذي هزم عسكريا ومعنويا.
وشدد أبو ظهير خلال حديثه لـ"قدس برس" على أن الاجراءات الإسرائيلية سواء في الضفة وفي غزه هي نتيجة لما حدث في السابع من أكتوبر حيث وجدت دولة الاحتلال الفرصة مواتية، بل الوحيدة لكي تقوم بكل ما تستطيع من فرض اجندتها وسياساتها وإجراءاتها على الفلسطينيين.
وتابع:” على المستوى الإقليمي حصلت إسرائيل في الثامن من اكتوبر على الضوء الاخضر من الولايات المتحدة الأمريكية الذي ينص على ان كل ما تقوم به دوله الاحتلال يندرج ضمن (الدفاع عن النفس) وفي مواجهه بين ما تسميه (بالإرهاب)، هو يعني ان كل ما تقوم به إسرائيل يحظى بغطاء امريكي كامل ".
ووصف ممارسات حكومة الاحتلال بالمتهورة التي ستكون لها عواقب لاحقة وأضاف: “هناك اندفاع متهور من خلال اقتحام المدن وما يرافق ذلك من اعتقال وقتل المطلوبين أو حتى غير المطلوبين وتدمير المخيمات والاستمرار في تهويد المسجد الاقصى والاستيطان ومصادره الأراضي دون أي خوف من مساءلة واعتبار للقوانين الدولية ولمواقف دول العالم.
ويرى أبو ظهير بأن إسرائيل وصلت الى مرحله من فقدان البوصلة السياسية من خلال افعالها؛ لأن هذا هذه الممارسات قد تشعل غضبا على مستوى الشعب الفلسطيني وخلال السنوات المقبلة سيكون هناك انقلاب سياسي على مستوى العالم تجاه دوله الاحتلال الاسرائيلي وستخسر الكثير أكثر مما خسرته المقاومة وأكثر مما خسره الفلسطينيون في هذه الحرب".
ولفت أبو ظهير الى أنّ عملية تفكيك ما يسمى بالمنظمات والمجموعات المسلحة، عمليه يائسة؛ لأنّ الاحتلال قام بمثل هذه العملية على مدى عشرات السنوات، ولكن لم تفلح، وفي كل مرة يدعي أنّه يسيطر على الوضع وقضى على المجموعات مسلحة تخرج لهم مجموعات أكثر قوة وأكثر باساً في المواجهة.
وختم:” الاحتلال ورغم عمليات الاقتحام اليومية إلا أنّه يسير في طريق مسدود فبدون وجود أي أفق سياسي ستبقى هذه الحلقة تدور دون أن يكون هناك مخرج للاحتلال من هذه التحديات".
تجدر الإشارة إلى أنه وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس، مما أدى إلى استشهاد نحو ألف فلسطيني، وإصابة 7 آلاف آخرين، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.
وبدعم أميركي مطلق، ترتكب قوات الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 181 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.
