عملية جيش الاحتلال في "بيت جن".. تسلل استخباراتي أم رسائل ميدانية على حدود النار؟

في تطور ميداني مفاجئ، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، تنفيذ عملية عسكرية خاصة في بلدة بيت جن الواقعة جنوب غرب سوريا، زاعمًا اعتقال عناصر من حركة "حماس" كانوا يخططون لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية انطلاقًا من الأراضي السورية.
الاحتلال، وفي بيانه الرسمي، أشار إلى أن العملية تمت تحت إشراف لواء "ألكسندروني" التابع للفرقة 210، بعد ما وصفه بـ"عمل استخباراتي دقيق استمر أسابيع"، وأسفرت عن نقل المعتقلين إلى داخل الأراضي المحتلة لاستكمال التحقيق معهم من قبل الوحدة الاستخباراتية 504.
وفي تعليق خاص لـ"قدس برس"، شكّك العميد الركن المتقاعد نضال زهوي، الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني، في رواية الاحتلال، معتبرًا أن"منطقة بيت جن تقع على مثلث جغرافي حساس يجمع حدود لبنان وسوريا وفلسطين المحتلة، وهي منطقة ذات تركيبة ديموغرافية معقدة، خصوصًا مع الغالبية الدرزية التي تحمل في جزء كبير منها ولاءات للاحتلال”.
وأضاف زهوي:"لا يمكن لحركة حماس أن تقيم بنية تحتية لها في هذه البلدات غير الآمنة، والتي تفتقر لأي حاضنة شعبية تحمل فكر المقاومة"، مشيرًا إلى أن "الواقع الميداني داخل قطاع غزة أكثر تماسكًا بما لا يُقارن مع الخارج، وبالتالي لا حاجة لفتح جبهات غير مضمونة".
وفي سياق تحليله للعملية، قال زهوي إن "إسرائيل طلبت مؤخرًا من الولايات المتحدة التوسط مع القيادة السورية الجديدة لبناء علاقات وتوقيع اتفاقية دفاع مشترك، والحديث عن تشكيل قوة سورية تنفذ أجندات الاحتلال في الجنوب السوري ليس مستبعدًا"، ملمّحًا إلى "إمكانية وجود تنسيق أمني محدود مع جهات محلية سورية أو حتى جهات أمنية، لتسهيل العملية إن صحت الرواية الإسرائيلية".
كما أشار إلى أن "الانكشاف الأمني والعسكري السوري الكامل جعل يد أجهزة المخابرات الإسرائيلية تصل إلى عمق الأراضي السورية دون عناء يُذكر".
إذ شهدت سوريا في السنوات الماضية عشرات الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع تقول دولة الإحتلال إنها مرتبطة بإيران أو "حزب الله"، إلا أن الحديث عن اعتقال ميداني مباشر على الأرض، يُعد تطورًا نادرًا، يحمل أبعادًا استخباراتية ونفسية.
بيت جن، البلدة الواقعة على السفوح الشرقية لجبل الشيخ، لطالما اعتُبرت منطقة حساسة استراتيجيًا بفعل قربها من الجولان المحتل، وتشابك التوازنات الطائفية والعسكرية فيها، خاصة بعد اندلاع الحرب السورية.
وتزامنت العملية مع استمرار الحرب الإسرائيلية المفتوحة على قطاع غزة، وسط ضغوط على الجبهة الشمالية مع لبنان، وهواجس إسرائيلية من اتساع نطاق العمل المقاوم خارج فلسطين.