مراقب: واشنطن دخلت المواجهة مع إيران.. ومرحلة ما بعد "الطوفان" تستدعي الحسم

منذ عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر، بات الشرق الأوسط على صفيح ساخن، ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة وتوسّع الاشتباك في الجبهات الإقليمية، بدأت تتبلور معادلة جديدة تشير إلى دخول الولايات المتحدة في قلب المعركة، لا كراعٍ لـ"إسرائيل" فقط، بل كطرف مباشر في ميدان المواجهة.
وبينما تتصاعد المؤشرات على استهداف منظّم لمحور المقاومة، يرى مراقبون أن إيران باتت مطالبة بإعادة صياغة قواعد الاشتباك، والانتقال من منطق الردع غير المباشر إلى موقف أكثر حسماً ووضوحًا.
وفي هذا السياق، برز تحليل للكاتب والصحفي العراقي، صلاح الزبيدي، يضيء على تحوّل نوعي في طبيعة المواجهة، ويضع الجمهورية الإسلامية الإيرانية أمام استحقاق استراتيجي لم يعد من الممكن تأجيله، بحسب تعبيره.
ورأى الزبيدي في تحليل تلقته "قدس برس" أن "الولايات المتحدة الأمريكية باتت تمارس دور الخصم المباشر في المواجهة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، متجاوزة دور الحليف والداعم التقليدي للاحتلال الإسرائيلي، ومشيرًا إلى أن المنطقة دخلت طورًا جديدًا من الصراع منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر الماضي".
وقال الزبيدي إن "الولايات المتحدة، التي لطالما كانت الشريك غير المعلن لـ"إسرائيل" في عدوانها المتكرر على دول المنطقة، باتت اليوم طرفًا مباشرًا في الميدان"، لافتًا إلى أن مشاركة الطائرات الأميركية في غارات داخل سوريا والعراق، إلى جانب نشر حاملات طائرات ومنظومات دفاع جوي لحماية الكيان، تمثل دليلًا واضحًا على طبيعة الدور الجديد لواشنطن".
وأكد أن "إيران لم تعد قادرة على الاكتفاء بسياسة الاشتباك غير المباشر أو الردود عبر الحلفاء، مشددًا على أن الردع الحقيقي اليوم يُبنى على الفعل الميداني لا التهديد الكلامي، ومعتبرًا أن أي استهداف مباشر للمصالح الإيرانية أو لحلفائها من قِبل الولايات المتحدة يجب أن يقابل برد مباشر على المصالح الأميركية في الإقليم".
وأوضح أن "واشنطن تدرك تمامًا عجز الكيان عن الحسم في غزة، وتخشى من اتساع رقعة المواجهة في الشمال مع حزب الله، مضيفًا أن الإدارة الأميركية تسعى من خلال التصعيد إلى كسر معادلة الردع مع طهران، وفرض واقع إقليمي جديد يُدار من القواعد الأميركية في الخليج والبحر المتوسط".
ولفت إلى أن "إيران اليوم لم تعد دولة محاصرة أو معزولة، بل أصبحت قطبًا إقليميًا متصلاً بقوى دولية كبرى كالصين وروسيا، ومرتبطة ميدانيًا بجبهات المقاومة الممتدة من غزة إلى جنوب لبنان، ومن صنعاء إلى بغداد ودمشق".
وأشار إلى أن "مرحلة ما بعد السابع من أكتوبر تستدعي إعادة صياغة قواعد الاشتباك، محذرًا من أن الرسائل الرمادية باتت تُقرأ من قبل العدو كلون من ألوان العجز، وداعيًا إلى رسم خطوط حمراء واضحة تمنع تجاوزها".
وختم الزبيدي بالقول إن "الحذر مطلوب، لكن التردد مكلف، مؤكدًا أن على الجمهورية الإسلامية أن تعيد تعريف طبيعة الصراع، باعتباره لم يعد فلسطينيًا – إسرائيليًا فقط، بل مواجهة مفتوحة بين إيران والولايات المتحدة، بواجهة صهيونية وأدوات متعددة".