لندن على موعد مع مظاهرة كبرى من أجل غزة.. صرخة شعبية ضد العدوان وتواطؤ الحكومة

تستعد العاصمة البريطانية، غدا السبت،، لاحتضان واحدة من أضخم المظاهرات الداعمة لفلسطين منذ بدء العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، في ظل تصاعد الغضب الشعبي تجاه الموقف الرسمي البريطاني، وارتفاع الأصوات المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، وإنهاء كل أشكال الدعم العسكري والدبلوماسي لـ"إسرائيل"، ومحاسبتها على ما ترتكبه من جرائم ضد المدنيين الفلسطينيين.
وتنطلق المسيرة في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا من ميدان راسل، لتتجه نحو قلب العاصمة مرورا بشوارعها الرئيسية، وصولا إلى وايتهول، حيث يعتزم المتظاهرون توجيه رسالة مباشرة إلى الحكومة البريطانية مفادها أن التواطؤ والصمت لم يعودا مقبولين، في ظل ما يشهده قطاع غزة من إبادة متواصلة.
وتأتي هذه المظاهرة ضمن سلسلة من التحركات الجماهيرية التي تشهدها مختلف المدن البريطانية، رفضا للدعم الذي تقدمه الحكومة "الإسرائيلية" في عدوانها على غزة.
وتشير التقديرات إلى أن عدد الشهداء الفلسطينيين تجاوز 55 ألفا، بينهم آلاف الأطفال، بينما يتواصل القصف"الإسرائيلي" بوتيرة عنيفة، مدمرا أحياء سكنية كاملة، ومستهدفا البنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمراكز الطبية.
ومن المتوقع أن تشهد المظاهرة مشاركة واسعة من شخصيات سياسية ونقابية ومجتمعية بارزة، من بينهم نواب في البرلمان مثل حمزة يوسف، وزارا سلطانة، وزاك بولانسكي، وجيريمي كوربن، بالإضافة إلى زعماء نقابات مثل مريم إسلامدوست من نقابة TSSA، وفران هيثكوت من نقابة PCS، وستيف رايت.
كما يشارك في الفعالية عدد من الأصوات الإعلامية والثقافية، مثل الصحفية سمية غنوشي، والكوميدية جين بريستر، والدكتور مصطفى البرغوثي، والدكتور محمد طاهر الجراح البريطاني-العراقي، إضافة إلى إبراهيم خضرة ممثلا لعائلات غزة، وعدد من الناشطين الدوليين، من بينهم كتلة اليهود المناهضين للصهيونية، وعمال ميناء جنوة، والمغنية البريطانية بالوما فايث.
ويشارك في تنظيم هذا الحراك ائتلاف من أبرز المنظمات المؤيدة لفلسطين في بريطانيا، من بينها المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، وحملة التضامن مع فلسطين، والرابطة الإسلامية في بريطانيا، ومنظمة أوقفوا الحرب، وحملة نزع السلاح النووي، وأصدقاء الأقصى، حيث تؤدي هذه الجهات دورا محوريا في تنسيق التحركات وتوسيع رقعة التضامن الشعبي في مختلف أنحاء البلاد.
ويؤكد المنظمون أن هذه المسيرة تشكّل لحظة فارقة تعبر عن الإرادة الشعبية البريطانية الرافضة للعدوان "الإسرائيلي"، والداعية إلى وقف مبيعات الأسلحة إلى "إسرائيل"، ومحاسبتها على انتهاك القانون الدولي وحقوق الإنسان.
كما حذر المنظمون من موجة الحر الشديدة المتوقعة يوم السبت، ودعوا المشاركين إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة، بما في ذلك ارتداء القبعات، واستخدام الواقي الشمسي، وإحضار كميات كافية من المياه.
في هذا السياق، يرى القائمون على الحراك أن المظاهرة القادمة لا تعبّر فقط عن تضامن عاطفي، بل عن إصرار جماهيري على إحداث تغيير ملموس في السياسة البريطانية تجاه ما يجري في فلسطين، عبر الضغط الشعبي المستمر، وكسر جدار الصمت الرسمي.