لازاريني: غزة تشهد تتويجاً لـ20 شهراً من الرعب والتهجير والتجويع والإفلات من العقاب
قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن ما يجري حالياً هو "تنفيذ لمشروع طويل الأمد لتقويض قابلية الدولة الفلسطينية على الحياة، وفصل الفلسطينيين عن فلسطين"، مشيراً إلى أن ما تشهده غزة يُمثّل تتويجاً لعشرين شهراً من الرعب والتجويع والتهجير، حيث قُتل أكثر من 55 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال.
جاء ذلك خلال كلمته في الدورة الـ51 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، المنعقدة في إسطنبول، اليوم السبت، حيث وصف لازاريني الوضع في غزة بأنه "واقع ديستوبي من الجوع والموت"، مشيراً إلى أن "مليوني إنسان يُجَوّعون، فيما تُستخدم المساعدات الإنسانية كسلاح إذلال، وتُحصد أرواح أكثر مما تُنقذ".
وقال لازاريني: "نشهد تتويجًا لـ20 شهراً من الرعب والتهجير والإفلات من العقاب. أكثر من 55 ألف قتيل، غالبيتهم من النساء والأطفال، وسكان غزة باتوا مجرد ظلال لما كانوا عليه، يعانون من صدمات وخسائر لا توصف".
وفي الضفة الغربية المحتلة، أشار إلى أن مستويات التهجير القسري من المخيمات الفلسطينية في الشمال "لم يُشهد لها مثيل منذ عام 1967"، مضيفاً أن البنية التحتية تُدمّر عمدًا لمنع عودة السكان وتغيير ديمغرافية المخيمات، وسط تسارع واضح في وتيرة الضمّ الإسرائيلي.
وأكد المفوض العام أن الأونروا نفسها أصبحت هدفاً مباشراً في هذه الحرب، قائلاً إن "318 موظفاً من طواقمنا قُتلوا في غزة منذ بداية الحرب، كثير منهم مع عائلاتهم"، كما أشار إلى أن "إسرائيل سنت قانوناً يمنع أنشطة الأونروا داخل ما تعتبره أراضيها السيادية، بما في ذلك القدس الشرقية المحتلة، وحظرت التواصل بين سلطاتها والوكالة، ما أدى فعليًا إلى طرد الموظفين الدوليين".
وأكد لازاريني أن خدمات الأونروا لا تزال مستمرة، بفضل "شجاعة وإصرار طواقمنا الفلسطينية، الذين يواصلون تقديم التعليم والرعاية الصحية والخدمات الأساسية، رغم الاعتقالات والمضايقات".
وقال: "نُجري أكثر من 15 ألف استشارة طبية يوميًا في غزة، وندير الملاجئ، ونوفر المياه النظيفة، ونزيل النفايات، رغم واقع يشبه الجحيم".
واتهم لازاريني "إسرائيل" بقيادة حملة تضليل شرسة تستهدف الأونروا في الدول الداعمة لها، من خلال تحريض الرأي العام والمشرعين بهدف خنق تمويل الوكالة وتقويض قدرتها على الاستمرار.
وحذر من أن الوضع المالي للوكالة في غاية الخطورة، قائلاً: "دون تمويل إضافي، سأضطر قريبًا لاتخاذ قرارات غير مسبوقة تمسّ عملياتنا في المنطقة، وسيكون اللاجئون الفلسطينيون هم الأكثر تضرراً".
وكشف أن الأمين العام للأمم المتحدة طلب إجراء تقييم استراتيجي لمستقبل الوكالة وتأثير الضغوط السياسية والمالية التي تواجهها، مشيراً إلى أن "هذا التقييم سيقترح آليات لحماية حقوق لاجئي فلسطين وسط هذه التحديات".
ودعا لازاريني، في ختام كلمته، منظمة التعاون الإسلامي ودولها الأعضاء إلى تحمل مسؤولياتهم السياسية والمالية، ودعم الأونروا بشكل عاجل، قائلاً: "غياب الأونروا المفاجئ سيكون له عواقب مدمرة، ليس فقط في فلسطين، بل في دول الجوار أيضاً. تحركوا الآن قبل أن يفوت الأوان على ملايين الناس الذين باتت حياتهم ومستقبلهم في أيديكم".
وترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وبدعم أميركي، إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة نحو 186 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.
