فصائل فلسطينية تدين العدوان الأميركي على إيران وتعده تصعيدا خطيرا

في موقف فلسطيني موحّد، أدانت فصائل المقاومة الفلسطينية بأشدّ العبارات العدوان الأميركي الغاشم على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الذي استهدف مواقع حيوية داخل الأراضي الإيرانية. واعتبرت الفصائل أن "ما جرى يشكّل تحوّلًا بالغ الخطورة في مسار الحرب، وتورّطًا أميركيًا كاملًا في دعم العدوان الصهيوني، ومحاولةً لإنقاذ دولة الاحتلال من مأزقها العسكري والسياسي".
وقد توالت بيانات الإدانة التي تلقّتها "قدس برس" من "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، وحركة "فتح الانتفاضة"، و"الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، وحركة "المجاهدين" و"الجبهة الشعبية-القيادة العامة"، حيث أكدت الفصائل أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحتفظ بكامل الحق في الرد على العدوان، بما يشمل استهداف القواعد والمصالح الأميركية والصهيونية في المنطقة، داعيةً إلى مواجهة المشروع الأميركي–الإسرائيلي الذي يستهدف قوى المقاومة والشعوب الحرة.
الجبهة الشعبية: حق الرد مشروع… والحرب على إيران تستهدف محور المقاومة
اعتبرت "الجبهة الشعبية" في بيانها أن "العدوان الأميركي على مواقع نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، يكشف بوضوح من يقود الحرب الإجرامية على إيران"، مشيرة إلى أن "هذه الضربة تمثّل تحولًا خطيرًا قد يفتح أبواب التصعيد الإقليمي على مصراعيه".
وأكدت الجبهة أن "من حق إيران، كما باقي قوى المقاومة، أن تردّ بكل الوسائل الممكنة، بما يشمل استهداف القواعد والمصالح الأميركية والصهيونية في الإقليم والعالم".
كما أشادت الجبهة بـ "الضربات الإيرانية الصاروخية في عمق الكيان، واعتبرتها ردًا طبيعيًا وأوليًا على جرائم التحالف الأميركي–الإسرائيلي، مؤكدة أن الردود المقبلة ستكون أوسع وأشد".
فتح الانتفاضة: العدوان لن يُضعف إيران… وأميركا هي الغدة السرطانية
بدورها، رأت حركة "فتح الانتفاضة" أن هذا العدوان الغادر "يأتي في سياق دعم واشنطن الكامل للكيان الصهيوني وعدوانه على الشعب الفلسطيني وغزة"، مؤكدة أن "وجه أميركا الحقيقي بات مكشوفًا كقوة تدعم الإبادة الجماعية والهيمنة على شعوب المنطقة".
وأضافت الحركة أن "هذا التصعيد لن ينجح في ثني إيران عن دعمها التاريخي للمقاومة الفلسطينية ومحورها"، داعيةً إلى "اجتثاث الدور الأميركي التخريبي في المنطقة".
وأعلنت الحركة تضامنها الكامل مع الشعب الإيراني وقيادته، مؤكدةً أن من حق إيران أن تدافع عن نفسها بكل ما أوتيت من قوة.
الجبهة الديمقراطية: العدوان الأميركي يشعل حربًا إقليمية مدمّرة
أما "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، فقد أدانت العدوان الأميركي الذي طال عدة مواقع في إيران، مؤكدة أنه "يشكّل امتدادًا للحرب التي بدأتها إسرائيل على طهران، ويعكس دعمًا عسكريًا وسياسيًا مباشرًا من واشنطن لتل أبيب".
وحذّرت الجبهة من "أن هذا العدوان قد يُشعل المنطقة بأسرها في حرب مدمّرة، تجلب الكوارث على شعوبها، وتهدد الاستقرار والأمن والسلم"، داعيةً إلى "تدخل عاجل من مجلس الأمن لوقف العدوان وإنقاذ المنطقة من التفجر الشامل".
حركة المجاهدين: واشنطن وتل أبيب مصدر الشر والإرهاب في العالم
وأدانت حركة "المجاهدين" الفلسطينية بشدة العدوان الأميركي، واعتبرته "انتهاكًا صارخًا لكل القوانين الدولية واعتداء آثمًا على السيادة الإيرانية، مؤكدة أن ما جرى يخدم أجندات العصابة الصهيونية النازية، ويكشف من جديد أن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني هما المصدر الرئيس للإرهاب والشر في العالم، والتهديد الحقيقي لسلام البشرية واستقرارها".
وشدّدت الحركة على أن "هذا العدوان لن يُفلح في كسر إرادة المقاومة في الأمة، ولن يكون مصيره إلا الخسران والاندحار".
كما أعربت عن ثقتها بقدرة الجمهورية الإسلامية الإيرانية على رد العدوان والدفاع عن أرضها ومقدراتها، داعيةً شعوب الأمة إلى "الوحدة والتلاحم في وجه المشروع الأميركي–الصهيوني الذي يستهدف الأمة برمّتها".
الجبهة الشعبية -القيادة العامة: استهداف إيران هو استهداف للأمة… والرد قادم
من جانبها، اعتبرت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة" أن العدوان الصهيوني–الأميركي ضد إيران جاء نتيجة لانهيار قوة الردع الصهيونية منذ معركة طوفان الأقصى، متوقعة أن يغرق العدو أكثر في مستنقع الهزيمة بفعل ضرباته الهستيرية التي طالت طهران وسوريا ولبنان واليمن وغزة.
ورأت الجبهة أن "استهداف العلماء والمنشآت النووية لن يبدّل من معادلات الصراع، ولن يوقف تمدّد محور المقاومة، مؤكدة أن الوهم الصهيوني بإمكانية فرض شرق أوسط جديد تحت السيطرة الإسرائيلية لن يتحقق، وأن قوى المقاومة ماضية في طريقها رغم كل التحديات".
كما اعتبرت أن "العدوان على إيران يمسّ الأمن الحيوي للأمة بأكملها، ويمثّل استهدافًا لمفاهيم الحرية والسيادة والكرامة، داعيةً إلى أوسع تضامن شعبي ورسمي مع إيران، وتوسيع دائرة عزل الكيان الصهيوني على مستوى الرأي العام العالمي".
وجاء العدوان الأميركي بعد أيام من ضربات إيرانية مباشرة استهدفت قلب دولة الاحتلال، في سياق الرد على العدوان الإسرائيلي المتواصل على إيران منذ 13 حزيران/يونيو، والذي تزامن مع استمرار الحرب على غزة ودعم واشنطن غير المشروط لحكومة الاحتلال.
ويخشى مراقبون أن تؤدي الضربات الأميركية إلى توسيع رقعة المواجهة، وجرّ أطراف أخرى في محور المقاومة إلى الاشتباك المباشر، ما قد يضع المنطقة أمام سيناريو حرب شاملة تطيح بما تبقى من استقرار هش، وتغيّر قواعد الاشتباك في الإقليم.
ووفق آخر حصيلة رسمية أعلنتها وزارة الصحة الإيرانية السبت، أسفرت الضربات الإسرائيلية عن استشهاد 430 شخصا وإصابة أكثر من 3500 آخرين، معظمهم مدنيون.
في المقابل، تشير أحدث التقديرات الإسرائيلية نقلا عن وسائل إعلام عبرية إلى مقتل 26 شخصا، بينما كشفت وزارة الصحة الإسرائيلية الجمعة، عن إصابة 2517 إسرائيليا بينهم 21 حالة خطيرة و103 متوسطة، جراء الصواريخ الإيرانية.