ماذا يعني إغلاق مضيق "هرمز" على السياسة والاقتصاد العالميين؟

وافق البرلمان الإيراني اليوم الأحد، على إغلاق مضيق هرمز في مياه الخليج، وطلب من أعلى هيئة أمنية في البلاد اتخاذ القرار النهائي بشأن هذا الإجراء. الأمر الذي يعني أن إجراء إيرانيا حقيقيا ربما يتخذ بهذا الشأن خلال الساعات المقبلة.
من يسيطر على مضيق هرمز؟
يعد مضيق "هرمز" أحد أهم الممرات المائية في العالم، ويقع بين سلطنة عمان من الجنوب وإيران من الشمال. الجهة الجنوبية منه، وتحديدًا المياه الإقليمية التابعة لسلطنة عمان (وبالتحديد محافظة مسندم)، تخضع لسيادتها، بينما تسيطر إيران على الجانب الشمالي. المضيق نفسه يعتبر جزءًا من المياه الدولية، لكن إيران وسلطنة عمان تتحكمان بالمجال البحري الضيق الذي تمر فيه السفن.
الإطار القانوني الدولي الحاكم للمضيق
يخضع مضيق هرمز لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار (UNCLOS) لعام 1982، والتي تنص على "حق المرور العابر" للسفن التجارية والعسكرية في المضائق الدولية دون عرقلة، حتى لو كانت هذه المضائق تمر ضمن المياه الإقليمية لدول ساحلية.
رغم أن إيران لم تصادق على الاتفاقية، إلا أن كثيرًا من بنودها تُعتبر جزءًا من القانون الدولي العرفي، بما في ذلك حق المرور العابر في المضائق. إذا ما قررت إيران إغلاق المضيق، فإنها ستكون بصدد خرق هذا العرف الدولي، الأمر الذي قد يعتبره المجتمع الدولي عملًا عدائيًا أو حتى ذريعة لتدخل عسكري.
أهمية مضيق هرمز في تجارة النفط العالمية
يمر عبر مضيق هرمز ما يقارب 20 بالمئة من إجمالي إمدادات النفط العالمية المنقولة بحرًا، أي نحو 17-18 مليون برميل يوميًا في بعض السنوات، معظمها من السعودية، العراق، الكويت، الإمارات، وقطر. لذا يُعتبر المضيق نقطة اختناق استراتيجية، وأي اضطراب فيه من شأنه أن يرفع أسعار النفط عالميًا بشكل كبير ويهدد استقرار أسواق الطاقة.
كما أن المضيق يستخدم أيضًا لنقل الغاز الطبيعي المسال (LNG)، وخاصة من قطر، وهي من أكبر مصدّري الغاز في العالم.
ردود الفعل المتوقعة من الصين والهند
تشكل الصين والهند أكبر مستوردي النفط الخام من الخليج، ويعتمد كلا البلدين بشكل كبير على مرور إمدادات الطاقة عبر مضيق هرمز:
الصين تستورد أكثر من 40 بالمئة من احتياجاتها النفطية من دول الخليج، وبالتالي فإن أي تهديد للمضيق قد يدفعها للتحرك دبلوماسيًا وربما اقتصاديًا لحماية إمداداتها، وقد تسعى لتعزيز وجودها البحري في المحيط الهندي ومضيق باب المندب أيضًا.
الهند تعتمد على الخليج كمصدر رئيسي للطاقة، وتملك قوات بحرية نشطة في المنطقة لحماية خطوطها البحرية. من المتوقع أن تعارض أي تعطيل للملاحة في المضيق بشدة، وقد تتحالف مع دول أخرى للضغط على إيران للعدول عن هذا القرار.
ويعتبر إغلاق مضيق "هرمز" تصعيدًا خطيرًا تتعدى تبعاته الإقليم إلى الاقتصاد العالمي بأسره. ومع أن إيران لوّحت بذلك في سياق ردودها على "العدوان الأمريكي الإسرائيلي"، إلا أن إقدامها فعليًا على هذا الخطوة قد يضعها في مواجهة مباشرة مع العالم، وربما تنضم إلى تلك المواجهة الصين والهند.