مركز حقوقي يُطلق نداءً عاجلاً: حياة أطفال غزة في خطر بسبب منع دخول الحليب العلاجي والصناعي

أطلق "المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان" نداءً عاجلاً لإنقاذ حياة المئات من الأطفال الرضع والخدّج في قطاع غزة، محذرًا من خطر وشيك يهدد حياتهم نتيجة الحرمان من الحليب العلاجي والصناعي، في ظل الحصار الإسرائيلي الكامل وإغلاق المعابر منذ نحو أربعة أشهر.
وقال المركز في بيانه، اليوم الاثنين، إن منع إدخال المساعدات الإغاثية والطبية، بما في ذلك حليب الأطفال المنقذ للحياة، يشكّل جريمة حرب وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، ويأتي ضمن سياسة الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة للعام الثاني على التوالي ضد سكان قطاع غزة.
وأشار المركز إلى وجود نقص حاد وغير مسبوق في أنواع الحليب العلاجي المخصص للأطفال الخدّج والمرضى داخل مستشفيات القطاع، حيث نفدت جميع الأصناف الأساسية في أقسام الحضانة، مثل حليب LF وAR وIsomil وحليب الصويا والحليب المحلل، إلى جانب الحليب الصناعي المدعم من الفئة 1 حتى 3، ما تسبب بتدهور حالات حرجة ووفاة بعض الأطفال.
ونقل المركز عن د. جميل سليمان، مدير مستشفى الرنتيسي للأطفال، قوله إن المستشفى يعاني من نفاد كامل للحليب العلاجي، مضيفًا: "الأطباء عاجزون عن تقديم العلاج اللازم لبعض الأطفال بسبب هذا النقص، وقد سُجلت حالات وفاة يُرجّح أن أحد أسبابها هو غياب الحليب العلاجي."
ووفق بيانات مراكز تغذية تدعمها منظمة يونيسف، سجل شهر مايو فقط 5119 حالة سوء تغذية حاد بين الأطفال، من بينهم 636 حالة خطرة. كما ارتفعت معدلات الإصابة بنسبة 146% منذ فبراير الماضي، فيما توفي 55 طفلًا بسبب سوء التغذية، وسط توقّعات بزيادة العدد مع استمرار الإغلاق.
وأكد المركز أن هذه السياسات الإسرائيلية تمثل جريمة حرب بموجب المادة 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وانتهاكًا لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948، التي تُجرّم فرض ظروف معيشية تؤدي إلى التدمير الكلي أو الجزئي لمجموعة سكانية.
وأشار البيان إلى أن إدراج "إسرائيل" مؤخرًا على اللائحة السوداء للأمم المتحدة لانتهاكات حقوق الأطفال في النزاعات، يعد اعترافًا دوليًا بمسؤوليتها عن أنماط ممنهجة من الجرائم ضد الأطفال الفلسطينيين، لكنه لا يكفي ما لم يُترجم إلى خطوات ملموسة لوقف الإفلات من العقاب وفرض عقوبات رادعة.
وفي ختام بيانه، طالب المركز المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والمقرر الأممي الخاص بالحق في الصحة، بـ: الضغط الفوري لفتح المعابر، وإدخال المساعدات والحليب العلاجي دون تأخير، ووقف اتفاقية الشراكة الأوروبية مع إسرائيل بوصف استمرارها "تواطؤًا في جريمة إبادة".
وشدد المركز على أن صمت العالم هو شراكة في الجريمة، وأن تأخر التدخل يُعرّض حياة آلاف الأطفال الفلسطينيين للموت في صمت.
وترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وبدعم أميركي، إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة نحو 187 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.