خطة بن غفير لاستهداف الضفة.. وصفة للضم والتهجير وتقويض السلطة

يرى عدد من الكتّاب والمحللين أن ما أعلنه وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال، إيتمار بن غفير، بشأن "خطة اليوم التالي للحرب مع إيران"، لا يُعدّ سوى تلخيص متأخر لسياسات تنفذها "إسرائيل" فعليًا منذ أشهر في الضفة الغربية. وتتمثل هذه السياسات في فرض السيطرة على الضفة، وتهجير سكانها، وإنهاء دور السلطة الفلسطينية وتقويضه.
وفي هذا السياق، يؤكد الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي، ياسر مناع، أن "الخطة المعلنة لا تعبّر عن توجه جديد، بقدر ما تمثل استعراضًا سياسيًا يهدف إلى ترسيخ موقع بن غفير داخل معسكر اليمين، من خلال تبنّي السياسات القائمة ومنحها غطاءً أيديولوجيًا علنيًا".
وأضاف مناع في حديثه لـ"قدس برس": "العقوبات الاقتصادية المفروضة على السلطة الفلسطينية مطبّقة فعليًا، من خلال تجميد تحويلات أموال المقاصة واقتطاع جزء منها، ما أدى إلى شلل متزايد في الأداءين المالي والإداري للسلطة".
وفيما يتعلق بتصفية التنظيمات الفلسطينية، أشار مناع إلى أنها أصبحت سياسة مستمرة تُنفّذ عبر عمليات اقتحام واغتيالات ممنهجة في جنين ونابلس وطولكرم، تُدار بأسلوب عسكري يحاكي نماذج الهجمات الإسرائيلية على أهداف في إيران، ولكن في بيئة مدنية خاضعة للاحتلال. وأضاف: "لم يعد الحديث عن استهداف المسيرات والجنازات من الجو أمرًا استعراضيًا، بل أصبح جزءًا من الممارسة الفعلية".
وحذّر مناع من التداعيات غير المعلنة للخطة، قائلًا: "ما يُطرح اليوم كخطة، قد يكون تمهيدًا لخطوات أشد تطرفًا في الاتجاه نفسه، تشمل إجراءات ميدانية وقانونية تهدف إلى تحويل الضفة الغربية إلى بيئة طاردة للفلسطينيين، بفعل العنف الإسرائيلي والانهيار الاقتصادي... إن ما يُراد فرضه بالقوة يستهدف تفكيك الواقع الفلسطيني برمّته".
وفي السياق ذاته، شدد الكاتب والمحلل السياسي، سليمان بشارات، على أن الضفة الغربية "تُشكّل جوهر المشروع الاستيطاني الاحتلالي، ولذلك فإنها ستكون محور التركيز في المرحلة المقبلة".
وأوضح بشارات، في حديث مع "قدس برس": "على مدار الأعوام الماضية، شهدنا تصعيدًا في الإجراءات الإسرائيلية الهادفة إلى بناء بنية تحتية متكاملة لتعزيز إقامة الدولة اليهودية، وربما نشهد في المرحلة المقبلة تنفيذ مزيد من الخطط المماثلة".
ويرى بشارات أن الخطة المعلنة تهدف بالأساس إلى إضعاف البنية الهيكلية والمؤسسية الفلسطينية، سواء تمثّلت في السلطة الفلسطينية أو في المؤسسات الأخرى، بما يؤدي إلى تفكيك البنية المجتمعية وجعلها هشة، وقابلة للتحكم المباشر.
وأشار إلى أن أزمات المقاصة، وشح السيولة، وأزمات المحروقات، وغيرها، هي "جزء من عملية ممنهجة لتقويض المفهوم المؤسسي الفلسطيني في الضفة الغربية"، مضيفًا أن الاحتلال الإسرائيلي "يختبر حاليًا هذه المنهجيات ليرى مدى قابليتها للتطبيق، تمهيدًا لفرض سياساته المستقبلية".
وأكد بشارات أن الاعتقالات والاغتيالات وعمليات الهدم المنهجية التي ينفذها الاحتلال، تهدف إلى إعادة توزيع ديموغرافي في الضفة الغربية، بما يخدم الأهداف الاستراتيجية للاحتلال.
وكشفت /القناة 7/ الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، عن تفاصيل "خطة تصعيد خطيرة" أعدّها إيتمار بن غفير، تهدف إلى تنفيذ سلسلة خطوات عقابية وقمعية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، فور انتهاء العمليات العسكرية ضد إيران.
وتشمل تفاصيل الخطة فرض عقوبات اقتصادية ومدنية شاملة على السلطة الفلسطينية لدرجة الشلل الكامل، وتصفية التنظيمات والفصائل الفلسطينية على غرار النموذج الإيراني، وقصف المسلحين المشاركين في الجنازات والمسيرات من الجو.