اتفاق سلام مرتقب بين دمشق وتل أبيب.. ما حقيقته؟ ومراقبون يحذرون!

كشفت قناة "i24NEWS" الإسرائيلية، نقلاً عن مصدر سوري مطّلع، أن "إسرائيل" وسوريا ستوقّعان اتفاقية سلام قبل نهاية عام 2025.
وأوضح المصدر أن الاتفاقية تنص على انسحاب "إسرائيل" تدريجيًا من جميع الأراضي السورية التي تقدمت إليها ضمن المنطقة العازلة بعد 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، بما في ذلك قمة جبل الشيخ.
التسريبات لا تكفي للحكم والرسائل مرتبطة بالتوقيت
قال الكاتب والإعلامي السوري إبراهيم كوكي إن ما يُتداول في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي بشأن وجود تواصل بين دمشق وتل أبيب "يظل ضمن نطاق التسريبات الإسرائيلية"، مشيرًا إلى أنه "حتى الآن، لم يصدر أي إعلان رسمي يؤكد وجود تواصل مباشر أو غير مباشر مع كيان الاحتلال".
ونوّه كوكي، في حديثه مع "قدس برس"، إلى أن "الحكم على سلوك القيادة السورية لا يمكن أن يتم قبل أن تتضح طبيعة هذا التواصل – إن وجد – من حيث الشكل والحدود والمعايير"، لافتًا إلى أن "أي تواصل، إن ثبت، سيكون محكًا لتقييم ما إذا كنا أمام تغير فعلي في العقيدة السياسية، أو مجرد تكيّف مع ضغوط الواقع والتوازنات الدولية".
وحذّر كوكي من الإفراط في التقديرات دون توفر معلومات دقيقة، معتبرًا أن توقيت الحديث بحد ذاته "يحمل رسالة إقليمية واضحة، خصوصًا بعد الهجمات التي تعرّضت لها إيران"، وقال: "أي طرف قد يخرج عن الخط المرسوم سيواجه أحد خيارين: الانصياع أو المواجهة العسكرية".
وفي ما يخص الجولان المحتل، شدّد كوكي على أن الوضع الحالي لا يعكس إرادة حقيقية لاستعادته، مشيرًا إلى أن "الحديث عنه يبدو مؤجلاً، وقد لا يكون حاضرًا في أي مفاوضات مستقبلية، في حال جرى تطبيع رسمي".
تحول سياسي ظرفي أم عقائدي؟
من جانبه، رأى الدكتور مشهور سلامة، الباحث في العلاقات الدولية والدبلوماسية وشؤون النزاع العربي - الإسرائيلي، أن ما يجري لا يعكس تحوّلاً في العقيدة، بل "انعطافة براغماتية قسرية فرضتها التوازنات الجديدة وتفكك الحلف الإيراني".
وأوضح سلامة أن توقيت طرح هذا الاتفاق المحتمل "جاء بعد تحييد أدوات الضغط الإقليمية على إسرائيل"، معتبرًا أن الهدف هو "إغلاق الجبهة الشمالية بعد ضمان تحييد مصر والأردن عبر اتفاقيات سابقة".
وحذّر سلامة من التعامل مع المشاريع المطروحة – مثل "حديقة السلام" – باعتبارها مسارات سلام فعلية، مشيرًا إلى أنها "شكل من أشكال التطبيع الجغرافي والاقتصادي، لكنها تبقى مبتورة من الناحية الأخلاقية، كونها لا تنهي الاحتلال بل تعيد إنتاجه بصيغة ناعمة".
وتساءل: "هل يمكن الحديث عن سلام حقيقي في ظل احتلال مستمر؟ وهل يصبح الجولان خارج التفاوض مقابل مشروع استثماري أخضر؟".
وفي ظل غياب المؤشرات الرسمية، تبقى جميع الاحتمالات مفتوحة، بين واقع سياسي ضاغط وتوازنات دولية معقّدة. وبينما تتحدث التسريبات عن اتفاق مرتقب، يحذّر مراقبون من أن أي خطوة غير محسوبة قد تفضي إلى تطبيع قسري مع الاحتلال.