خربة سمرا في الأغوار.. اقتلاع ممنهج وفرض أمر واقع بالتهجير

تعيش خربة سمرا بمنطقة الاغوار الشمالية، تصاعدا في وتيرة الاعتداءات والاستهدافات للمواطنين وممتلكاتهم أفضت إلى إجبار سكان تلك الخربة على تركها والانتقال للعيش في مكان آخر بحثا عن الأمن المفقود، ومقومات العيش التي عدمت وانتزعت وسلبت هناك.
ويقول الناشط في مجال مقاومة الاستيطان عارف دراغمة إن ما يجري في خربا سمرا يأتي في سياق افراغ الأغوار من سكانها وبسط السيطرة عليها بشكل كامل من قبل الاحتلال والمجموعات الاستيطانية
وأشار دراغمة إلى أن أغلب المضارب البدوية والأراضي الزراعية وحتى التجمعات السكنية أفرغت أو على وشك الافراغ من خلال خلق أجواء أمنية وشروط تعجيزية وحرمان كبير أرغم السكان على ترك أماكن سكنهم والانتقال الى أماكن اخرى غالبا ما تكون في القرى او حتى المدن.
ولفت دراغمة إلى أن الأغوار دخلت مرحلة الضم الحقيقي من خلال إقامة المستوطنات وافراغ التجمعات السكانية والسيطرة على الأراضي الزراعية وإقامة مزيد من المناطق العسكرية.
ويشير الناشط فارس فقها إلى أن هذه الحادثة تعد نموذجا صارخا لما يواجهه المواطن الفلسطيني من محاولات اقتلاع ممنهجة، تهدف إلى فرض أمر واقع جديد بالقوة والتهديد.
وذكر فقها أنه ومن العائلات التي قررت ترك الخربة: عائلة محمد ابو عواد وسلمان ابو عواد، حيث شرعوا بالرحيل إلى منطقة عاطوف شرق بلدة طمون قرب مدينة طوباس.
وأكد فقها ان هذه الخطوة المؤلمة تأتي في ظل غياب الحماية، واستمرار سياسة الضغط والتضييق على سكان المناطق المستهدفة بالاستيطان، مما يخلق بيئة طاردة تهدف إلى تفريغ الأرض من أصحابها الشرعيين.
ويشرح المزارع حمدان دراغمة الأسباب التي تجعل الخرب والمضارب البدوية أماكن غير صالحة للسكن وفي مقدمتها ما اسماه حرب المياه والتعطيش من خلال وضع اليد على ينابيع المياه والتحكم في كمية المياه الواصلة الى الفلسطينيين والتي لم تعد تكفي لسد حاجة القليل القليل من متطلبات استمرار تربية المواشي والزراعة.
وعلاوة على ذلك يقول دراغمة لم تعد الحياة امنة للسكان في ظل التدريبات العسكرية التي تنفذ على أراضي الاغوار هذا من جهة بالإضافة الى اعتداءات المستوطنين التي تنفذ في اغلب الأحيان مع ساعات الليل بينما يكون السكان في سباتهم.
ولفت دراغمة الى ان حكومة الاحتلال ترفض إعطاء المواطنين أي فرصة للتجذر بأرضهم وزيادة فرص الاستمرار فيها سواء فيما يتعلق بمنح تراخيص البناء او حفر ابار المياه او استجلاب المشاريع الزراعية ومد خطوط المياه.
وحتى على صعيد المواشي ذكر دراغمة بان الاحتلال وبينما يطلق العنان لأغنام وانعام المستوطنين بالرعي الجائر في أراضي الفلسطينيين يمنع أصحاب الحق من الرعي بل ويتعمد مصادرة بعض المواشي والدواب ويفرض غرامات باهظة مقابل استرجاعها.
وتقع خربة السمرا في الأغوار الشمالية بين معسكرين تابعين لجيش الاحتلال ومستوطنة، أحدهما يطلق عليه اسم معسكر “سمرا” ويقع إلى الجهة الغربية من الخربة، وتعيش فيها اليوم 5 عائلات فقط بعد أن كانت تضم 50 عائلة نتيجة لمحاولات التهجير المستمرة، كما يبلغ عمر الخربة أكثر من 150 عاما.
يعتاش سكان خربة “سمرا” على تربية الماشية والزراعة البعلية؛ نظراً لحرمانهم من سلطات الاحتلال من الشرب من خطوط المياه التي تمر من خلال التجمع.