"الجبهة الشعبية": ما يُقال عن وقف الحرب في غزة تضليل وخداع

قالت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" (أحد فصائل منظمة التحرير الفلسطينية) إن "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة جديدة، اليوم الإثنين باستهدافه استراحة غرب مدينة غزة تضم مواطنين آمنين، بينهم صحفيون وإعلاميون".
وأكدت الجبهة في بيان تلقّته "قدس برس" أن "المجازر الجماعية، والقصف المتواصل لمختلف مناطق القطاع، باتا يشكّلان نهجًا ثابتًا في السلوك الإجرامي للاحتلال، الذي لا يتورع عن قصف الخيام، والمنازل، والأسواق، وحتى الاستراحات، في سياق سياسة تدمير شامل لكل مظاهر الحياة في غزة".
ورأت أن "استهداف الصحفيين والمصورين والناشطين هو محاولة ممنهجة لإسكات الصوت الفلسطيني، ومحو الذاكرة الجمعية، غير أن الحقيقة والصورة لن تُدفنا، والكلمة ستنهض من تحت الركام".
وشددت على أن "كل ما يروَّج من قبل الولايات المتحدة والكيان بشأن وجود مساعٍ لوقف العدوان، لا يعدو كونه تضليلًا وخداعًا سياسيًا، يهدفان إلى كسب الوقت ومواصلة المجازر".
ودعت أحرار العالم وقواه الحيّة إلى "التحرك العاجل والضغط على الاحتلال والإدارة الأميركية، من أجل وقف المحرقة المفتوحة"، معتبرة أن استمرار هذه الجرائم دون رادع هو وصمة عار في جبين الإنسانية".
بدورها اتهمت "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" (أحد فصائل منظمة التحرير الفلسطينية)، الولايات المتحدة الأميركية بالضلوع المباشر في جرائم الحرب المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، من خلال ما وصفتها بـ"مصائد الموت" المقامة تحت غطاء المساعدات الإنسانية.
وقالت الجبهة في بيان تلقّته "قدس برس"، إن "مراكز المساعدات الأميركية، المُقامة تحت إشراف مباشر من القوات الأميركية وبالتنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي، لم تعد سوى ساحات قتل جماعي تُستدرج إليها الحشود الجائعة لتُستهدف بدم بارد"، مؤكدة أن "ما يجري هو جريمة حرب موصوفة تستوجب المحاسبة الدولية".
واستنكرت الجبهة بشدة "المجزرة الجديدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال اليوم في منطقة عسقولة وسط مدينة غزة، باستهدافها تجمعًا من المدنيين أمام مركز لتوزيع المساعدات، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى".
واعتبرت أن "هذه الجريمة تندرج في سياق سياسة (إسرائيلية) ممنهجة لإبادة المدنيين المحاصرين وحرمانهم من حقهم في الحياة والنجاة".
وأكدت أن "الشعب الفلسطيني لا يحتاج إلى مساعدات مشروطة أو مسيّسة، بل إلى وقف فوري للعدوان ورفع الحصار، وإدخال المساعدات الإنسانية عبر قنوات دولية موثوقة وآمنة، بعيدًا عن الابتزاز السياسي أو التورط العسكري (الأميركي–الإسرائيلي)".
ودعت الجبهة إلى "فتح تحقيقات عاجلة في هذه الانتهاكات، ومحاسبة المسؤولين عنها أمام محاكم دولية، مطالبة المنظمات الحقوقية والإنسانية بتحمل مسؤولياتها في توفير ممرات إنسانية آمنة، تحمي المدنيين من الموت جوعًا أو بالقصف".
وتأتي هذه التصريحات وسط تصاعد الغضب الفلسطيني والدولي من ارتفاع عدد ضحايا "مراكز المساعدات" التي تُقام في شمال ووسط القطاع، والتي تعرضت مرارًا للاستهداف المباشر.
وكانت منظمات حقوقية قد وثّقت حوادث إطلاق نار وقصف جوي استهدفت تجمعات مدنيين بالقرب من مواقع إنزال أو توزيع المساعدات، في ظل حصار خانق ودمار شامل يعمّ القطاع منذ بدء العدوان الإسرائيلي.
ومع تكرار مشاهد المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين الباحثين عن لقمة عيش أو جرعة دواء، تتزايد الدعوات الدولية لوضع حد لاستخدام المساعدات كوسيلة حرب بدلًا من أن تكون أداة إنقاذ.
وخلّف عدوان الاحتلال على غزة المستمر منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 وبدعم أميركي، نحو 190 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.