"إصلاحي فتح": تآكل تأثير اللوبي "الإسرائيلي" في الولايات المتحدة يفتح الباب لتحول انتخابي

قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إن "نفوذ اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، ورغم استمراره داخل مؤسسات القرار، يشهد تراجعًا تدريجيًا، ما قد يفتح الباب لتحول سياسي وانتخابي في المشهد الأميركي".
وأضاف دلياني في تصريح تلقّته"قدس برس"، اليوم الجمعة، أن "قبضة اللوبي الإسرائيلي على مفاصل القرار الانتخابي في الولايات المتحدة بدأت تتآكل ببطء وثبات"، معتبرًا أن "هذا التطور يعكس تصدّعاً بنيوياً في منظومة التواطؤ السياسي التي وفّرت، لعقود، الحصانة الدولية لجرائم الاحتلال، لاسيما في قطاع غزة".
وأشار إلى أن "لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (AIPAC)، وهي أبرز أذرع الضغط السياسي المؤيدة لإسرائيل، أنفقت أكثر من 100 مليون دولار خلال العام الماضي على الحملات الانتخابية، في مسعى لإسكات الأصوات التي تنتقد حرب إسرائيل على غزة وتطالب بمحاسبتها دوليًا".
وتابع دلياني: "منذ أكتوبر 2023، قتلت دولة الاحتلال أكثر من 57,000 فلسطيني وفلسطينية، بينهم أكثر من 18,000 طفل وطفلة، ما يشكل بحسب وصفه، أدلة دامغة على مشروع إبادة جماعية مكتمل الأركان".
ورأى أن "الاتهامات بـ"معاداة السامية" التي توجَّه لأي خطاب يندد بسياسات إسرائيل، فقدت الكثير من تأثيرها مع تنامي الوعي الشعبي في الغرب، وخاصة داخل المجتمع الأميركي، بما في ذلك قطاعات يهودية تعارض التوظيف السياسي للهولوكوست لتبرير المجازر في غزة"، على حد تعبيره.
وأكد أن "هذا التراجع في تأثير اللوبي الإسرائيلي ليس نهاية المطاف، بل لحظة اشتباك سياسي يجب البناء عليها وتكثيف الفعل الفلسطيني خلالها"، داعيًا إلى "تعزيز الرواية الوطنية الفلسطينية باعتبارها رافعة أخلاقية وسياسية للإنسانية جمعاء".
ويأتي هذا التصريح في سياق التحولات التي يشهدها الرأي العام الأميركي تجاه الكيان الصهيوني، خصوصًا منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023.
وقد تصاعدت الانتقادات داخل الأوساط الأكاديمية والإعلامية والشارع الأميركي لسلوك الكيان الصهيوني العسكري، مقابل صعود حملات شعبية تطالب بوقف الدعم العسكري والاقتصادي الأميركي لتل أبيب.