البرلمان العربي يدعو المجتمع الدولي لفتح تحقيق مستقل في جرائم الاحتلال

قال البرلمان العربي، الجمعة، إن العالم يواجه مرحلة خطيرة تعيد تعريف مفهوم الإرهاب، خاصة حين يمارس بشكل رسمي ومنظم، كما يفعل الاحتلال "الإسرائيلي" في الأرض الفلسطينية، ولا سيما في قطاع غزة.
جاء ذلك خلال مداخلة للنائب ناصر أبو بكر، عضو البرلمان العربي، في اجتماع نظمه مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب افتراضيا، بعنوان: "الاتجاهات والتحديات والتهديدات الجديدة في مجال الإرهاب"، بمشاركة ممثلين عن برلمانات وهيئات دولية.
وأكد أبو بكر أن ما يقوم به الاحتلال "الإسرائيلي" منذ أكثر من عام ونصف يُعد "شكلا فجا من إرهاب الدولة"، تتوافر فيه كافة أركان الجريمة الدولية، من استهداف ممنهج للمدنيين، إلى سياسات الحصار والتجويع، واستخدام القوة ضد الفئات الأكثر ضعفا من نساء وأطفال ومسنين.
وأضاف أن هذا النمط من الإرهاب يعكس خطورة توظيف أدوات الحرب الحديثة، من تقنيات عسكرية متطورة ودعم سياسي خارجي، في خدمة مشروع الإبادة الجماعية، ما يشكل خرقا صارخا للقانون الدولي واتفاقيات جنيف.
وحذر من أن استمرار عجز المجتمع الدولي وازدواجية المعايير، يسهمان في ترسيخ هذه الجرائم، بل ويؤديان إلى إعادة إنتاج الإرهاب بصور أكثر عنفًا وقسوة.
وشدد أبو بكر على أن الاتجاهات الجديدة في الإرهاب تتطلب مراجعة جذرية لمفاهيم المكافحة، مع ضرورة الاعتراف بأن الإرهاب لم يعد حكرا على الجماعات المسلحة، بل يُمارَس أحيانا من قبل جيوش وأنظمة سياسية بدعم إعلامي وسياسي.
ودعا النائب في البرلمان العربي إلى فتح تحقيق دولي مستقل في الجرائم المرتكبة من قبل قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، ومحاسبة المسؤولين عنها، مؤكدا أن "مكافحة الإرهاب الحقيقي تبدأ من فلسطين، حيث يُذبح الحق تحت ذرائع زائفة".
واختتم بتجديد التزام البرلمان العربي بالوقوف إلى جانب المجتمع الدولي في مواجهة جميع أشكال الإرهاب، بما يحفظ الأمن والاستقرار ويصون الكرامة الإنسانية.
وتواصل قوات الاحتلال وبدعم أمريكي مطلق، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 ارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 191 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.