مستوطنون يقتحمون البلدة القديمة في الخليل

اقتحم عدد من المستوطنين تحت حماية جنود الاحتلال البلدة القديمة في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
وكان مستوطنون قد أقدموا صباح اليوم السبت على إقامة بؤرة استيطانية فوق "جبل الجمجمة" في مدينة حلحول شمال الخليل والتي تعد القمة الأكثر ارتفاعا في الضفة المحتلة، حيث نصبوا غرفا متنقلة ورفعوا العلم "الإسرائيلي" فوقها.
ويُعد "جبل الجمجمة" موقعا إستراتيجيا يرتفع نحو 1027 مترا عن مستوى سطح البحر، ويطل على مستوطنة "كرمي تسور" والطرق المؤدية إلى التجمع الاستيطاني "غوش عتصيون" ومستوطنة "كريات أربع"، المقامة جميعها على أراض فلسطينية محتلة في الخليل.
كما اقتحم مستوطنون قرية الفخيت بمسافر يطا جنوب الخليل أيضا.
وهاجم مستوطنون آخرون الفلسطينيين وممتلكاتهم في بلدة جلجليا شمال رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.
بدوره قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن "فلسطينيا أصيب في الرأس إثر هجوم مستوطنين على بلدة بيتا جنوب نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة".
وكان تقرير للأمم المتحدة قد كشف أن "المستوطنين شنوا أكثر من 740 هجوما على 200 بلدة وقرية وتجمعا فلسطينيا في الضفة المحتلة خلال الـ6 أشهر الأولى من هذا العام".
فيما قال رئيس "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان" (تابعة للسلطة الفلسطينية) مؤيد شعبان، في تصريحات صحفية، إن "المستوطنين نفذوا خلال الشهر الماضي، اعتداءات منظمة ومتزامنة في أنحاء الضفة المحتلة، طوروا فيها وسائل إشعال النيران لإحراق مناطق واسعة من الأراضي الزراعية وممتلكات الفلسطينيين".
ووفق بيانات "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان"، فإن اعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال أدت إلى ترحيل نحو 30 تجمعا فلسطينيا من مناطق سكنهم.
تزامن ذلك مع تحذير مدير شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في الضفة رولاند فريدريك، من التدهور المقلق في الوضع الإنساني في خربة أم الخير ومسافر يطا جنوب الخليل، في ظل تصاعد اعتداءات المستوطنين، وتكثيف أوامر الهدم، والإجراءات التي تهدد بتهجير قسري وشيك لمئات العائلات البدوية.
كما كشفت منظمة "البيدر" (تعنى بالدفاع عن حقوق البدو في فلسطين)، في بيان، أن "مستوطنين أطلقوا مواشيهم في أراضي الفلسطينيين المزروعة بأشجار الزيتون في منطقة شعب البطم بهدف تخريبها".
وبيّنت المنظمة الحقوقية أن تلك الانتهاكات تتكرر في مسافر يطا ومناطق أخرى بالضفة، بهدف إجبار الفلسطينيين على ترك أراضيهم والرحيل عنها، لصالح المستوطنين.
ويعاني الفلسطينيون في الضفة المحتلة من تصاعد اعتداءات المستوطنين، في ظل زيادة ملحوظة في عدد البؤر الاستيطانية بنسبة تقارب 40% خلال فترة الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية.
وارتفع عدد المستوطنات "المعترف بها" في الضفة الغربية من 128 إلى 178 مستوطنة، بالتوازي مع تصاعد عمليات هدم المنازل، واستمرار التهديدات الإسرائيلية بضمّ الضفة.