"تيار الإصلاح الديمقراطي": الاحتلال يخصخص جرائمه في غزة عبر شركات مدنية

حذّر عضو "المجلس الثوري" والمتحدث باسم "تيار الإصلاح الديمقراطي" في حركة "فتح"، ديمتري دلياني، من أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي باتت تعتمد بشكل متزايد على شركات مدنية مرخصة لتنفيذ مهام ذات طابع عسكري في قطاع غزة، واصفًا ذلك بـ"نموذج الخصخصة المنظّمة للجرائم"، ومؤكدًا أن هذه الآلية تمثل امتدادًا لمشروع الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.
وأوضح دلياني، في بيان تلقته "قدس برس" اليوم الأحد، أن "خصخصة بعض المهام العسكرية، خاصة في مجالات الهدم والتجريف وإعادة تشكيل التضاريس، يُحوّل جزءًا من الجرائم إلى عقود تجارية تُنفذ تحت غطاء مدني، ما يضفي بُعدًا جديدًا على أساليب العدوان، ويُعقّد سبل المساءلة القانونية".
وأشار إلى أن "دولة الاحتلال أدمجت القطاع الخاص في عمليات الهدم الممنهج للأحياء السكنية في غزة، وتفكيك البنية التحتية، ومنع عودة المهجّرين قسريًا إلى مناطقهم، وذلك من خلال تفويض رسمي يجعل من تلك الشركات شريكًا مباشرًا في جرائم التهجير القسري وجرائم الحرب".
وكشف دلياني أن "ثلاثة من عمال تلك الشركات لقوا مصرعهم أثناء تنفيذ مهام ميدانية داخل قطاع غزة، ما يعكس حجم التورط المدني في الجرائم العسكرية"، مشددًا على أن "هذا التداخل بين المدني والعسكري لا يهدف فقط إلى تشتيت المسؤولية، بل يُعقّد أيضًا عملية محاسبة مرتكبي هذه الجرائم، دون أن يُلغي طابعها الحربي".
وبيّن أن "العديد من الشركات المتورطة في المشروع الاستيطاني غير القانوني في القدس والضفة الغربية المحتلتين، والتي ذُكرت أسماؤها في تقارير دولية، هي ذاتها التي تنفذ عمليات الهدم والتدمير في غزة، مستفيدة من مظلة قانونية وإدارية توفرها مؤسسات الاحتلال".
وأكد المتحدث باسم "تيار الإصلاح الديمقراطي" في حركة "فتح" أن "هذا النموذج الجديد في إدارة الجرائم يمثل تطورًا نوعيًا في مشروع الإبادة الجماعية، إذ لم تعد الآلة العسكرية وحدها أداة القتل والتدمير، بل باتت الشركات المدنية شريكًا فعليًا في تنفيذ هذه الجرائم، مما يستوجب موقفًا دوليًا واضحًا يحمّلها المسؤولية القانونية الكاملة".
وتواصل قوات الاحتلال، بدعم أمريكي مطلق، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، أوقعت أكثر من 193 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين.