مستوطنون يجددون اعتداءاتهم على مصادر المياه شمال شرق رام الله

جدّد مستوطنون اعتداءاتهم على مصادر المياه في منطقة عين سامية شرقي بلدة كفر مالك شمال شرق رام الله، وسط الضفة الغربية باقتحامهم بئري رقم (2) و(3)، وتخريبهم كاميرات المراقبة المثبّتة على أسوار المحطات، إلى جانب تدمير بوابة إحدى المحطات وسرقتها.
وحذّرت "مصلحة مياه محافظة القدس" (تابعة للسلطة الفلسطينية) في بيان اليوم الأحد من التداعيات الكارثية لهذه الاعتداءات المتكررة، والتي تهدد بشكل مباشر استمرارية تزويد التجمعات السكانية بالمياه.
وأكّدت أن "هذا التصعيد يُعد خرقًا فاضحًا للقوانين الدولية التي تضمن حق الإنسان في الحصول على المياه".
وأوضحت أن آبار "عين سامية" تُعد مصدرًا حيويًا وأساسيًا لعشرات التجمعات الفلسطينية في محافظة رام الله والبيرة، وأن أي مساس بها يعني حرمان آلاف الفلسطينيين حقهم الإنساني في المياه، خاصة في ظل الواقع المائي الصعب الذي تعيشه هذه المناطق.
كما أكّدت أن "طواقمها الفنية تواجه صعوبات متزايدة في الوصول إلى مواقع الآبار وصيانتها بسبب الاعتداءات المتواصلة من قبل المستوطنين، مما يؤدي إلى تعطيل عمليات الرقابة والصيانة الدورية، ويضاعف من حجم الأضرار التي تتعرض لها البنية التحتية المائية".
وحذّرت من أن هذا الاعتداء ليس الأول من نوعه، في ظل سلسلة طويلة من الانتهاكات المنظمة التي تستهدف "عين سامية"، ما يستدعي تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والجهات المعنية لحماية مصادر المياه الفلسطينية، ووضع حد لاستهداف المستوطنين الممنهج لهذه المنطقة الحيوية.
وكان تقرير للأمم المتحدة قد كشف أن "المستوطنين شنوا أكثر من 740 هجوما على 200 بلدة وقرية وتجمعا فلسطينيا في الضفة المحتلة خلال الـ6 أشهر الأولى من هذا العام".
فيما قال رئيس "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان" (تابعة للسلطة الفلسطينية) مؤيد شعبان، في تصريحات صحفية، إن "المستوطنين نفذوا خلال الشهر الماضي، اعتداءات منظمة ومتزامنة في أنحاء الضفة المحتلة، طوروا فيها وسائل إشعال النيران لإحراق مناطق واسعة من الأراضي الزراعية وممتلكات الفلسطينيين".
ووفق بيانات "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان"، فإن اعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال أدت إلى ترحيل نحو 30 تجمعا فلسطينيا من مناطق سكنهم.
تزامن ذلك مع تحذير مدير شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في الضفة رولاند فريدريك، من التدهور المقلق في الوضع الإنساني في خربة أم الخير ومسافر يطا جنوب الخليل، في ظل تصاعد اعتداءات المستوطنين، وتكثيف أوامر الهدم، والإجراءات التي تهدد بتهجير قسري وشيك لمئات العائلات البدوية.
كما كشفت منظمة "البيدر" (تعنى بالدفاع عن حقوق البدو في فلسطين)، في بيان، أن "مستوطنين أطلقوا مواشيهم في أراضي الفلسطينيين المزروعة بأشجار الزيتون في منطقة شعب البطم بهدف تخريبها".
وبيّنت المنظمة الحقوقية أن تلك الانتهاكات تتكرر في مسافر يطا ومناطق أخرى بالضفة، بهدف إجبار الفلسطينيين على ترك أراضيهم والرحيل عنها، لصالح المستوطنين.
ويعاني الفلسطينيون في الضفة المحتلة من تصاعد اعتداءات المستوطنين، في ظل زيادة ملحوظة في عدد البؤر الاستيطانية بنسبة تقارب 40% خلال فترة الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية.
وارتفع عدد المستوطنات "المعترف بها" في الضفة الغربية من 128 إلى 178 مستوطنة، بالتوازي مع تصاعد عمليات هدم المنازل، واستمرار التهديدات الإسرائيلية بضمّ الضفة.