إعلام عبري: انتحار جندي إسرائيلي شارك في العدوان على غزة بعد معاناة من صدمة الحرب

كشفت مصادر إعلامية عبرية النقاب عن انتحار جندي إسرائيلي، شارك في العدوان على غزة بعد معاناته الشديدة من صدمة الحرب.
وأضافت أنه عثر السبت الماضي، على جندي الاحتياط دانيال إدري (24 عامًا) في سيارته المحترقة في قلب غابة بيريا شمال فلسطين المحتلة عام 48.
ونقل موقع /ها مكوم/ العبري عن عائلة الجندي المنتحر قولها إنه كان جنديا في لواء "الناحال"، قبل أن ينقل للعمل كسائق، ينقل جثث الجنود من جبهتي لبنان وغزة خلال الحرب وكان يشتكي من رائحة الجثث ومن الفظائع والمناظر التي يشاهدها، مشيرا إلى أن الجندي كان حاول الانتحار في السابق وكان يردد "لا أعرف نفسي".
وأشار الموقع إلى تزايد حالات الانتحار ومحاولات الانتحار بين الجنود الإسرائيليين المصابين بصدمات نفسية بسبب الحرب، لافتا إلى أن 43 جنديا انتحروا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأضاف الموقع أن الجيش الإسرائيلي يرفض حتى الآن دفن الجندي المنتحر في مراسم عسكرية،
وقالت شقيقه عيدن ادري: حاولنا دفنه في جنازة عسكرية، لكنهم رفضوا، لأنه بحسب الجيش الإسرائيلي مدني، رغم أنه خدم في الجيش، وتضررت روحه بسبب الجيش، والجيش يتكفل بعلاجه، لذا من المنطقي أن يتكفلوا هم أيضًا بدفنه".
وأضاف: دخل "إدري" قطاع غزة ولبنان مئات المرات. في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أنهى خدمته الاحتياطية، وسُرِّح وهو يعاني من إصابة نفسية". "شعر أن شيئًا ما يحدث له، وبعد حوالي ستة أشهر من تسريحه، بدأت الأعراض تظهر عليه: نوبات غضب.
وأكد الموقع، أنه تم تسريح آلاف الجنود أو إبعادهم من الخدمة القتالية، منذ بدء العدوان على غزة، متهما الجيش بإخفاء عدد من طلبوا المساعدة النفسية منهم، لأنها تروي القصة الكاملة - قصة إخفاء وتجاهل التكلفة النفسية للقتال.
ووفقًا للبيانات الجزئية التي قدمها الجيش الإسرائيلي للموقع بناء على طلب حرية المعلومات، تقدم به الموقع وجمعية" النجاح"، في الفترة ما بين 7 أكتوبر 2023 و6 أكتوبر 2024، حصل 5471 مجندًا على إعفاء دائم من الخدمة (الملف 21) لأسباب نفسية.
وأوضح للمقارنة، أنه في الأشهر الستة الأولى من الحرب، تمن الابلاغ عن ما يقرب من 3257 حالة تسريح من هذا القبيل وإلى جانبهم، تم تسريح 511 جندي احتياطي و60 جنديا نظاميًا لنفس السبب.
ويكشف تحليل الاتجاه الشهري أنه بينما تم تسجيل ذروة التسريح بين المجندين في الأشهر الأولى من الحرب (689 حالة تسريح في نوفمبر 2023)، جاءت الذروة بين جنود الاحتياط في وقت لاحق، في مايو 2024 (67 حالة تسريح)، مما قد يشير إلى تأثير تراكمي ومتأخر.
ووفق الموقع العبري: قدّم الجيش بياناتٍ تفيد بأن 6,154 جنديًا (6,057 منهم في الخدمة الفعلية و97 في الاحتياط) خضعوا لـ"استبعاد مهني" وتغيير في مهامهم خلال سنة الحرب لأسباب نفسية.
لكن، وفقًا للجيش، لا توجد في أنظمته "أية إشارة إلى سبب النقل بين الوحدات" أو "سبب تغيير الدور" - وهو ادعاءٌ مُحيّر في نظامٍ يُوثّق كل التفاصيل المتعلقة بجنوده، لافتا إلى أن هذا الرفض يمنع الجمهور الإسرائيلي من فهم عدد هؤلاء الآلاف من الجنود الذين نُقلوا من أدوار قتالية إلى أدوار في الجبهة الداخلية بسبب ضائقة نفسية.
ونوه الموقع إلى أن الجيش، رفض أيضًا طلبًا للحصول على بيانات الجنود الذين حصلوا على الملف 24 (إعفاء مؤقت من الخدمة) لأسباب نفسية.
كما رفض الجيش تقديم معلومات عن عدد الجنود الذين طلبوا لقاءه وعدد من التقوا به فعليًا.
وادّعى ردّ الجيش أنه "لم يُعثر على أي وثائق" تتضمن البيانات المطلوبة، أو عن الفجوة بين طلبات المساعدة النفسية واستلامها فعليًا.
جاء ذلك بعد أن تبيّن، ردًا على طلب سابق قدّم بموجب قانون حرية المعلومات، أنه في النصف الأول من الحرب، قُدّم إلى الجيش الإسرائيلي ما يقارب 75,000 طلب، ولم يُمنح سوى ثلثها تقريبًا لقاءً، فيما رفض الجيش تقديم بيانات مماثلة عن النصف الثاني من ذلك العام - السنة الأولى من الحرب.
وقال الموقع: إنه يتضح من البيانات الجزئية والرفض العنيد لتقديم معلومات كاملة تُظهر نظامًا غير راغب، أو غير قادر، على تحمل المسؤولية أو الاستجابة لما يبدو أنه وباء حقيقي، يُلقي بظلاله بالفعل على نفوس الجنود الشباب، الذين في غياب استجابة مناسبة لمحنتهم النفسية، يُنهيون خدمتهم ويُلحقون ضررًا بالغًا بقوة إسرائيل القتالية، التي سُحب منها الآلاف في السنة الأولى من الحرب.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ترتكب قوات الاحتلال بدعم أميركي إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية بوقفها.
وخلّفت هذه الحرب أكثر من 193 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.