ذوو المفقودين في غزة يترقبون التهدئة على أمل معرفة مصير أبنائهم

يترقب المئات من ذوي الشهداء والمفقودين في قطاع غزة دخول اتفاق التهدئة حيز التنفيذ، على أمل الوصول إلى أحبائهم الذين انقطعت أخبارهم منذ أسابيع، وظل مصيرهم مجهولا.
يقول الشاب بدر المصري (22 عاما) في حديث لـ"قدس برس": "قبل عدة أسابيع، توجه شقيقي رامز إلى نقطة "زيكيم" لتوزيع المساعدات برفقة المئات من أبناء الحي، على أمل الحصول على بعض الطعام، لكنه لم يعد، وانقطعت أخباره كليا، حتى رفاقه الذين كانوا معه لم يروه منذ ذلك الحين".
ويضيف: "بتنا على يقين بأن مصيره إما الشهادة أو الأسر لدى جيش الاحتلال، ونأمل أن نتمكن مع بدء سريان وقف إطلاق النار من الوصول إلى مكانه، علنا نعثر عليه أو نعرف مصيره".
ويُعد رامز واحدا من عشرات المواطنين الذين فُقدت آثارهم بعد توجههم إلى مواقع توزيع المساعدات الغذائية المنتشرة في أنحاء القطاع، دون أن يعودوا منها.
وقد شهدت هذه المواقع، وعلى رأسها نقطة "نتساريم" وسط قطاع غزة، إطلاق نار كثيف من قبل قوات الاحتلال تجاه المدنيين الباحثين عن الطعام، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 550 مواطنا، وإصابة آلاف آخرين، فيما لا يزال مصير الكثيرين مجهولا.
وتشير شهادات موثقة لمراسل "قدس برس" إلى أن العشرات من جثامين الشهداء ما تزال ملقاة على الأرض في محيط نقاط المساعدات الأمريكية سواء في نتساريم أو النقاط الثلاث في مدينة رفح، وقد تحللت بعضها واختفت ملامح أصحابها، ما يصعب من مهمة التعرف عليهم.
ويُرجح أهالي المفقودين أن يكون بعضهم قد تعرض للاعتقال من قبل جيش الاحتلال، فيما تشير روايات أخرى إلى أن جثامين بعض الضحايا نهشتها الكلاب الضالة في ظل غياب أي استجابة إنسانية لانتشالهم أو دفنهم.
من جهته يشير المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسرا، أن الفترة الماضية شهدت زيادة في أعداد هؤلاء المفقودين بشكل عام، والمفقودين بالقرب من مراكز توزيع المساعدات التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية بشكل خاص.
محذرا من خطورة تكرار حوادث اختفاء المواطنين بعد انقضاء فترة التوزيع اليومي، وغياب أي معلومات عنهم بسبب حالة الفوضى الأمنية، محملا الاحتلال المسؤولية عن سلامة ومصير هؤلاء المفقودين، الذين تواجدوا في مناطق تخضع لسيطرته العسكرية بالكامل، قبل اختفائهم.
وتواصل قوات الاحتلال وبدعم أمريكي مطلق، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 ارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 193 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.