مراقبون فلسطينيون: موقف الفصائل الموحد يعزز قوة التفاوض ويقطع الطريق على مشاريع الالتفاف

في ظل تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وما يرافقه من ضغوط إقليمية ودولية لفرض صيغة لإنهاء الحرب، برزت مؤخرًا سلسلة من التصريحات والبيانات الصادرة عن قوى وفصائل فلسطينية، تؤكد على وحدة الموقف الوطني خلف خيار المقاومة.
الأمر الذي يعكس وفق ما يرى مراقبون فلسطينيون حالة من التماسك الوطني غير المسبوق في مواجهة الضغوط الخارجية ومحاولات الالتفاف على مطالب الشعب الفلسطيني.
موقف فلسطيني موحد
وتعقيباً على ذلك، قال القائم بأعمال الأمين العام لـ "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج" هشام أبو محفوظ، إن "هذه البيانات والتصريحات مهمة في البعد الوطني الفلسطيني حيث تأتي بعد مشاورات عقدتها حماس مع الفصائل الفلسطينية حول الورقة المقدمة من الوسطاء لتحقيق وقف اطلاق النار وصفقة التبادل".
وأضاف أبو محفوظ في حديث لـ"قدس برس" أن "هذا يعكس حالة الاجماع الوطني الفلسطيني حول ضرورة انهاء العدوان الإسرائيلي ضد شعبنا في قطاع غزة وإدخال المساعدات الكافية وفق الاحتياجات الإنسانية الضرورية وانسحاب الاحتلال من القطاع وانهاء الحصار وإعادة الاعمار".
وتابع أن هذه التصريحات والبيانات "تعكس الحالة الوطنية الفلسطينية الموحدة وحالة التوافق الفلسطيني الفصائلي والشعبي خلف قرار المقاومة الفلسطينية والتعديلات التي طرحتها فيما يتعلق بالجانب الإنساني وإدخال المساعدات وانسحاب الاحتلال وإعادة الاعمار وكسر الحصار".
واعتبر أنها تعبر عن "موقف فلسطيني موحد مقابل موقف إسرائيلي متناقض بين من يريد ابرام صفقة تبادل ووقف الحرب وبين اليمين المتطرف الذي يعارض اتفاق وقف اطلاق النار وانهاء الحرب، بالتالي نتحدث عن موقف فلسطيني موحد خلف المقاومة".
وأكد أن "الموقف الفلسطيني الموحد يعتبر عامل قوة للمفاوض الفلسطيني في تحقيق مكاسب وطنية لصالح الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وموقف وطني مهم على صعيد اليوم التالي لنهاية الحرب حيث يؤكد أن اليوم التالي هو قرار وطني فلسطيني خالص".
ثقة مطلقة
من جانبه، أشار الكاتب والصحفي الفلسطيني محمد القيق، إلى أن "الفصائل الفلسطينية تنظر بثقة مطلقة إلى حركة حماس ووفدها المفاوض"، مشددًا على أن هذه الثقة "لا تأتي من فراغ، وإنما تستند إلى تاريخ طويل من التجربة الميدانية، والتمسك بالثوابت الوطنية، والنجاح في إدارة المعركة السياسية والعسكرية منذ انطلاق الحرب على غزة".
وأوضح القيق ي حديث لـ"قدس برس"، أن "الفصائل لا تتحرك في فراغ، بل تعمل ضمن إطار وطني عام، يقوم على محددات جامعة تم التوافق عليها داخل البيت الفلسطيني المقاوم، وهي محددات لا يمكن تجاوزها، لا من (حماس) ولا من أي فصيل آخر، لأنها تشكّل القاعدة الصلبة للوحدة السياسية والميدانية في ظل الحرب القائمة".
وأضاف أن "البيانات الصادرة عن الفصائل بشأن مجريات التفاوض، أو بشأن الردود على المقترحات الدولية، ليست مواقف فردية أو ارتجالية، بل تأتي بعد مشاورات وتنسيق دقيق مع قيادة (حماس)، ما يعكس درجة عالية من الانسجام السياسي، ويُظهر قوة الغطاء الوطني الذي تتمتع به الحركة في هذه المرحلة المفصلية".
وبيّن القيق أن هذه البيانات "تحمل أبعادًا متعددة، فهي تعبير عن الدعم المعنوي والمجتمعي لحركة حماس، كما تمثّل في الوقت ذاته دعمًا سياسيًا وميدانيًا لتحركاتها، سواء في إدارة التفاوض، أو في مواجهة المجموعات المسلحة المرتبطة بأجندات خارجية تحاول فرض مشاريع مشبوهة على غزة".
وحذّر القيق من محاولات تمرير صيغة "اليوم التالي" لغزة بمعزل عن القوى الوطنية والمقاومة، مؤكدًا أن "الفصائل الفلسطينية، وفي مقدمتها حماس، لن تسمح بأي هندسة للمشهد الفلسطيني تخدم أجندات الاحتلال أو تتجاهل التضحيات الهائلة التي قدّمها الشعب الفلسطيني على مدى أشهر الحرب".
وختم بالقول: "ما نشهده اليوم من تماسك سياسي وشعبي حول المقاومة يؤكد أن الاحتلال سيفشل في تمرير أي مشروع يقوم على كسر الإرادة أو فرض حلول على المقاس الأميركي أو الصهيوني، فالمعركة لم تكن يومًا على غزة وحدها، بل على الرواية الفلسطينية بأكملها".
وكانت عدة فصائل فلسطينية أصدرت، السبت، بيانات دعم لموقف حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في تعاطيها مع المقترحات الدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وتوالت بيانات التأييد من مختلف القوى الوطنية والإسلامية، لتؤكد أن موقف "حماس" لا يعكس اجتهادًا فرديًا، بل يستند إلى غطاء سياسي وشعبي واسع يرى في المقاومة الخيار الجامع لحماية الحقوق الوطنية والتصدي للعدوان.