لجنة مخيم "درعا" تنسحب من اجتماع مع مدير "أونروا" احتجاجاً على غياب الحلول

انسحبت لجنة "التنمية المجتمعية" في مخيم "درعا" للاجئين الفلسطينيين جنوب سوريا، من اجتماع عُقد يوم الاثنين الماضي (7 تموز/يوليو) مع مدير شؤون "أونروا" في سوريا، أمانيا مايكل إيبي، داخل مكتب الوكالة في المخيم، احتجاجاً على ما وصفته بـ"غياب أي حلول عملية أو وعود ملموسة"، بحسب ما أفاد أحد أعضاء اللجنة لـ"قدس برس".
وجاء الاجتماع ضمن زيارة ميدانية أجراها إيبي إلى المخيم، عقب تدوينة نشرها القائم بأعمال مدير المنطقة على حسابه الموثق في منصة "إكس"، أكد فيها التزام الوكالة بتقديم خدمات "عالية الجودة". هذه التصريحات أثارت استياء لجنة التنمية، التي كانت قد عقدت في وقت سابق جلسة طارئة ناقشت خلالها أبرز مطالب الأهالي، وفي مقدمتها: توفير مساعدات غذائية منتظمة، ترميم البنية التحتية، تخصيص دعم مالي للمخيم، وتحسين الخدمات الصحية واللوجستية.
وقال إياس فلاحة، عضو لجنة مخيم درعا، في تصريح لـ"قدس برس": "مخيم درعا، كغيره من المخيمات الفلسطينية في سوريا، منطقة منكوبة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. لقد عانى الكثير، إذ التحق بركب الثورة منذ لحظاتها الأولى عام 2011... ومنذ ذلك الحين، ازدادت معاناة سكانه فقراً فوق فقر... وسط تدهور كبير في الخدمات، وانعدام شبه كامل للبنية التحتية، وغياب للدعم، حيث اقتصرت جهود الأونروا مؤخراً على التعليم وبعض الأدوية الخاصة بمرضى السكري والضغط".
وأضاف: "قمنا، كلجنة تنمية في مخيم درعا، بعدة زيارات واجتماعات مع مسؤولي الأونروا، تلقينا خلالها وعوداً لم يُنفَّذ أي منها، ولم تُؤخذ بجدية، بل قوبلت باستهتار ولا مبالاة. ثم فوجئنا بتغريدة للقائم بأعمال مدير المنطقة يدّعي فيها أنهم ملتزمون بتقديم خدمات عالية الجودة".
وتابع: "عقب تلك التصريحات، بادر مدير شؤون الوكالة الدولية في سوريا بطلب عقد اجتماع مع لجنة التنمية. وخلال اللقاء، طُرح عليه سؤال مباشر: هل يوجد لديكم شيء تقدموه للشعب الفلسطيني؟ فكانت الإجابة: لا يوجد شيء نقدمه. وعليه، تقرر الانسحاب من الاجتماع، لأن نتيجته كانت محسومة سلفاً. لماذا نضيع وقتنا بكلام فارغ؟"، على حد تعبير فلاحة.
وأوضح فلاحة أن مخيم درعا يضم نحو 1500 عائلة، معظمهم يعيشون تحت خط الفقر، مشيراً إلى أن اللجنة قدمت مجموعة من المطالب، أهمها: "ترميم منازل المخيم، تأمين مساعدات غذائية ومالية كما هو الحال في باقي مخيمات الشتات، تفعيل عمل المستوصف بشكل أفضل، توفير رعاية صحية لأصحاب الأمراض المزمنة، إعادة تفعيل دعم العمليات الجراحية، إطلاق مشاريع صغيرة، والنظر بجدية إلى مشكلة تراكم القمامة وانتشار القوارض والأوبئة، التي أصبحت ملفتة ومزعجة للغاية".
وتعكس حادثة الانسحاب من الاجتماع في مخيم "درعا" حجم الفجوة المتزايدة بين اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وإدارة "أونروا"، في ظل غياب الثقة وتفاقم الأزمات المعيشية والإنسانية، بينما تبقى المناشدات موجهة للمجتمع الدولي، أملاً في استجابة جادة واعتراف فعلي بالمخيمات المنكوبة واحتياجاتها الملحّة.