"انضم للتغيير الآن": كيف يحاول الاحتلال اختراق فلسطينيي الشتات بلغة إنسانية؟

أصدر حساب "دروع"، المقرب من أجهزة أمن المقاومة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، تحذيرًا أمنيًا عبر منصة "تليغرام"، كشف فيه عن رصد نشاطات رقمية مريبة تهدف إلى تجنيد عملاء لصالح جهاز الأمن الإسرائيلي "شاباك"، وذلك باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وبأساليب ناعمة تستهدف الفلسطينيين المقيمين في إسطنبول وعدد من العواصم والمدن الأخرى التي تضم تجمعات فلسطينية.
وأوضح "دروع" في تحذيره، الذي رصدته "قدس برس" أن هذه المحاولات لم تعد تعتمد على الأساليب التقليدية، بل باتت تتخذ طابعًا حديثًا يستخدم خطابًا ناعمًا ممولًا، يصاغ بلغة جذابة وشعارات براقة تستدرج العاطفة وتغلف أهدافها بواجهات إنسانية، بعيدًا عن الخطاب الوطني المباشر. ومن بين العبارات التي تستخدمها هذه الحملات المموّلة: "معلوماتك تصنع فرقًا"، و"نحن نستمع ونحترم السرية"، و"انضم للتغيير... الآن".
وأكد التحذير أن هذه الرسائل تُقدَّم على أنها دعوات للإصلاح أو للمشاركة الإيجابية، لكنها تخفي وراءها أهدافًا استخباراتية تهدف إلى اختراق البيئة الفلسطينية والمساس ببنية المقاومة، ما قد يؤدي إلى تسريب معلومات حساسة، أو إفشال عمليات ميدانية، أو حتى التسبب في إراقة الدماء.
كما تطرق التحذير إلى الأساليب النفسية التي يعتمدها هذا النوع من التجنيد، والتي تشمل التلاعب بمفاهيم البطولة، وتجميل الخيانة عبر وصفها بـ"المساهمة الإنسانية"، وتقديم وعود بالحماية والدعم، في محاولة لخلخلة الوعي الوطني وإضعاف روح المقاومة.
ودعا الحساب إلى الحذر من التفاعل مع أي رسائل مشبوهة، وحثّ المتابعين على التبليغ الفوري عنها، والعمل على نشر الوعي داخل أوساط الجاليات الفلسطينية، مؤكدًا أن "العدالة لا تُنتزع من محتل، وأن التغيير لا يُصنع بالخيانة".
وفي ختام التحذير، شدد "دروع" على ضرورة تعزيز اليقظة الفردية، مشيرًا إلى أن المعركة اليوم لم تعد مقتصرة على الميدان، بل أصبحت تدور أيضًا داخل العقول والضمائر، في ظل تصاعد أدوات الحرب الناعمة التي تقودها أجهزة استخبارات الاحتلال.
يُذكر أن أجهزة أمن الاحتلال تواصل محاولاتها لاختراق التجمعات الفلسطينية في الخارج، بهدف جمع معلومات عن أي دعم محتمل يُقدَّم للمقاومة، من خلال تجنيد عملاء وسط الجاليات في مختلف أنحاء العالم.