مارثون "إسرائيلي" لإيقاع أكبر عدد من الشهداء الفلسطينيين قبل التهدئة

يسابق الجيش "الإسرائيلي" الزمن من أجل قتل أكبر عدد من الفلسطينيين وإيقاع المزيد من الخسائر قبل إبرام التهدئة التي تلوح في الأفق خلال الأيام المقبلة بحسب المراقبين والمتابعين، في حين تبدي حركة "حماس" مرونة كبيرة وتبذل جهودا مكثفة لإنجاح جولة المفاوضات الجارية، سعيا للتوصل إلى اتفاق شامل ينهي العدوان، ويؤمّن دخول المساعدات الإنسانية بشكل حر وآمن، ويخفف المعاناة المتفاقمة في غزة.

ويصف الفلسطينيون هذه الأيام بأنها الأصعب عليهم منذ بدء الحرب على غزة قبل قرابة عامين، والأكثر دموية، حيث شبهوها بالأيام الأولى للحرب.

وتُقدّر أوساط طبية وحقوقية استشهاد نحو 100 فلسطيني يوميا منذ بدء الجولة الأخيرة للمفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس ودولة الاحتلال.

وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان لها أنه خلال الشهر الماضي، شهدت غزة تزايدا حادا في الحوادث التي تسببت في وقوع أعداد كبيرة من الضحايا والمرتبطة بمواقع توزيع المساعدات، مما أرهق النظام الصحي المدمر في غزة ودفع بقدراته المحدودة إلى أقصى حدودها.

وقالت: مستشفى الصليب الأحمر الميداني في رفح، والذي يحتوي على 60 سريرا—وهو الآن آخر مستشفى متكامل العمليات في المنطقة—يعمل تقريبا يوميا بأكثر من طاقته القصوى. طاقمه يسابق الزمن لعلاج موجة مستمرة من الإصابات، والغالبية العظمى منها ناتجة عن إطلاق النار.

وأضافت: منذ إطلاق مواقع توزيع المساعدات الجديدة حول 27 مايو، عالج المستشفى الميداني أكثر من 2200 مصاب بالأسلحة، معظمهم خلال أكثر من 21 حادثة جماعية منفصلة. سجّل طاقم المستشفى أكثر من 200 حالة وفاة خلال هذه الفترة.

وأوضحت اللجنة أن مقياس وتكرار هذه الحوادث ليس لهما مثيل، مشيرة إلى أنه في أكثر من شهر، تجاوز عدد المرضى الذين تم علاجهم الإجمالي الذي شوهد في جميع الحوادث الجماعية خلال العام السابق بأكمله.

وقالت: في الفترات السابقة، كنا نعمل في غرفة العمليات ما بين 8-10 حالات. الآن، نحن نعمل على 30-40 حالة في اليوم، وهو فرق كبير من حيث حجم العمل.

ويصف الكاتب والمحلل الصحفي وسام عفيفة ما يجري بين الدوحة وغزة وواشنطن بأنه "فرق سرعات بين التصريحات في واشنطن والمفاوضات في الدوحة".

وقال في مقاله له: "في الدوحة، لا تسير المفاوضات بسرعة التصريحات. وهنا في غزة، لا يعلو صوت على صوت الترقب".

وأضاف: "بينما تمتلئ شاشات واشنطن وتل أبيب بتسريبات متفائلة توحي بأن الاتفاق بات وشيكًا، فإن الواقع على طاولة المفاوضات أكثر تعقيدًا، وأقل صخبًا".

وأشار إلى أن وفد الاحتلال حضر إلى الدوحة مثقلًا بالحذر، قليل الكلام، كثير المشاورات. يتوقف عند كل تفصيل، ويعود في كل جزئية إلى ديرمر، رجل نتنياهو الظلي الثقيل.

وقال: لا تفكيك كامل للملفات، بل دوران حولها، وكأن الهدف هو الاستنزاف لا الإنجاز.

وأضاف: في المقابل، تواصل قيادة حركة حماس جهودها بجدية ومرونة محسوبة؛ لكنها لا تخفي صعوبة الجولة، ولا تتجاهل الفجوة بين ما يُسرّب للإعلام، وما يُناقش فعليًا خلف الأبواب.

وشدد عفيفة على أن نتنياهو، كعادته، يلعب على حافة الهاوية، يضغط حتى اللحظة الأخيرة، ويمنح الزمن دورًا تكتيكيًا: إطالة أمد التفاوض أو تأجيل الحسم.

وأشار إلى أن الوسيط القطري، مدعومًا من الأمريكيين، يبذل جهدًا لاحتواء سياسة المماطلة، حتى لا يفقد المسار زخمه، ولا تتحول الطاولة إلى منصة فارغة من التقدم.

وقال عفيفة: رغم ضبابية المشهد، يبدو أن الاتجاه العام يمضي نحو الصفقة، إذ إن السير عكس هذا التيار الآن لن يُنتج موقفًا أقوى، بل سيفتح أبواب أزمات أوسع.

وأضاف: إنها لحظة حرجة، كل طرف يحتفظ بورقته الأخيرة، لكن الزمن لا ينتظر طويلًا؛ إما أن تُقطف الثمرة، أو يسقط الجميع في فراغ الحسابات الخاطئة.

ومن جهتها شددت حركة حماس على أن قيادتها تواصل جهودها المكثفة والمسؤولة لإنجاح جولة المفاوضات الجارية، سعيًا للتوصّل إلى اتفاق شامل يُنهي العدوان، ويؤمّن دخول المساعدات الإنسانية بشكل حر وآمن، ويخفف المعاناة المتفاقمة في قطاع غزة.

وقال بيان للحركة: في إطار حرصها على إنجاح المساعي الجارية، أبدت الحركة المرونة اللازمة، ووافقت على إطلاق سراح عشرة أسرى.

وأضافت: تبقى النقاط الجوهرية قيد التفاوض، وفي مقدّمتها: تدفّق المساعدات، وانسحاب الاحتلال من أراضي القطاع، وتوفير ضمانات حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار.

وتابعت: على الرغم من صعوبة المفاوضات حول هذه القضايا حتى الآن بسبب تعنت الاحتلال، فإننا نواصل العمل بجدية وبروح إيجابية مع الوسطاء لتجاوز العقبات وإنهاء معاناة شعبنا وضمان تطلعاته في الحرية والأمن والحياة الكريمة.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
الصليب الأحمر: مستشفى رفح الميداني يواجه موجة إصابات غير مسبوقة
يوليو 9, 2025
أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الأربعاء، أن المستشفى الميداني التابع لها في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة يواجه موجة غير مسبوقة من الإصابات، معظمها ناجم عن إطلاق نار مباشر، وسط تدهور حاد في المنظومة الصحية نتيجة العدوان "الإسرائيلي" المستمر. وفي بيان رسمي، أوضحت اللجنة أن المستشفى الذي يضم 60 سريرا ويعد آخر مرفق طبي متكامل
جيش الاحتلال يقرّ بمقتل أحد جنوده بمحاولة أسر نفذتها المقاومة في خان يونس
يوليو 9, 2025
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، مقتل أحد جنوده خلال محاولة أسر نفذتها كتائب "القسام" في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، في عملية نوعية كانت "القسام" كشفت تفاصيلها في وقت سابق. وأوضح جيش الاحتلال في بيان، أن "تحقيقا أوليا أظهر أن مجموعة من (المسلحين) خرجوا من نفق أرضي في خان يونس وهاجموا القوات (الإسرائيلية)
المستشفى الميداني الأردني في غزة يمد خط مياه يخدم آلاف السكان
يوليو 9, 2025
أعلن المستشفى الميداني الأردني/82 في قطاع غزة، الأربعاء، عن مدّ خط مياه جديد لتزويد الأحياء السكنية المجاورة بالمياه الصالحة للشرب، بمعدل يومي يصل إلى 12 ألف لتر، يستفيد منها أكثر من 8 آلاف فلسطيني، في خطوة تهدف إلى التخفيف من معاناة السكان في ظل النقص الحاد في المياه الصالحة للاستخدام البشري داخل القطاع. وأوضح قائد
دفاع مدني غزة: الاحتلال يعرقل عمليات الإنقاذ ويواصل استهداف الطواقم
يوليو 9, 2025
أكد المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، محمود بصل، الأربعاء، أن قوات الاحتلال نفذت حزاما ناريا كثيفا في مدينة غزة، ما أدى إلى عرقلة جهود طواقم الإنقاذ في الوصول إلى العالقين تحت الأنقاض وفي المناطق المستهدفة. وأوضح بصل أن الاحتلال يرفض منذ 12 يوما الاستجابة لأي محاولات للتنسيق بهدف تنفيذ عمليات إنقاذ، مشيرا إلى
الكشف عن جهاز تجسس مموّه داخل كتلة باطون صناعية في غزة
يوليو 9, 2025
كشف أمن المقاومة في قطاع غزة، الأربعاء، عن أحد أجهزة التجسس المتطورة، تم العثور عليه مدسوسا داخل كتلة باطون صناعية مموّهة بعناية، في منطقة ميدانية نشطة داخل القطاع. وبحسب المعلومات التي نشرتها منصة "الحارس" الأمنية، فإن الجهاز يحتوي على كاميرا دقيقة وتقنيات استشعار حركي، ويُستخدم في التصوير والبث المباشر لرصد التحركات العسكرية والميدانية. وأكدت "الحارس"
أمن المقاومة يحذر من التجاوب مع رسائل مخابرات الاحتلال في قطاع غزة
يوليو 9, 2025
حذر أمن المقاومة في قطاع غزة، مساء الأربعاء، من رسائل مشبوهة وصلت إلى عدد من المواطنين في محافظة خان يونس جنوب القطاع، مصدرها أرقام تابعة لضباط في مخابرات الاحتلال الإسرائيلي، وتضمنت عروضًا للتواصل عبر تطبيق "واتساب". وأكد أمن المقاومة أن أي تجاوب مع هذه الرسائل يشكل تهديدا مباشرا للأمن الوطني، ويُعد بداية للانزلاق في مستنقع