ما هو مستقبل العلاقة بين السلطة الفلسطينية والأردن الرسمي؟

نفى الكاتب والمراقب الأردني حمادة فراعنة "وجود أي توتر في العلاقة ما بين الدولة الأردنية، والسلطة الفلسطينية".

وقال فراعنة في تصريحٍ لـ "قدس برس": "هناك علاقة وطيدة، وتفهّم لمصالح كل طرف نحو الطرف الآخر، وكلاهما في خندق واحد مشترك في مواجهة السياسيات الإسرائيلية بما فيها الموقف من مطار رامون" جنوب فلسطين المحتلة، والذي سمحت سلطات الاحتلال لسكان الضفة الغربية من السفر خلاله.

وشدد على أنه "لا توجد ملاحظات من الطرف الأردني تجاه السلطة الفلسطينية نحو سفر الفلسطينيين عبر مطار رامون"، مؤكداً أن "السلطة الفلسطينية  ضد مطار رامون والسفر من خلاله، وهو مطار متوقف عن العمل".

وأضاف فراعنة: "القصة بدأت بتصريحات لأحد الوزراء السابقين الأردنيين، الذي هاجم السلطة الفلسطينية دون معرفته وإداركه لحقيقة الأمور" على حد تعبيره.

وأكد أن "الأردن وفلسطين معنيان بعلاقات طيبة وجيدة بينهما، يحكمها التفاهم العميق والمباشر في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية"، مشيراً إلى وجود "إسناد أردني للسلطة من أجل دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، ودعم نضاله وعمله لإزاحة الاحتلال".

علاقة طبيعية

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي حازم عياد من أنه "لا يمكن وصف العلاقة ما بين السلطة الفلسطينية والأردن الرسمي بالعلاقة المأزومة".

وقال في تصريحٍ خاص لـ "قدس برس": "الاتجاهات العامة لهذه العلاقة ذاهبة نحو مزيد من التعاون الاقتصادي، والسياسي، والأمني".

ولفت إلى أن "الإدارة الأمريكية معنية ببقاء الأمور بين الأردن والسلطة الفلسطينية ضمن المسار الدبلوماسي بعيداً عن التصعيد، لجهة بقاء الأمور في الضفة الغربية دون التصعيد الميداني أو الأمني".

وقال عياد: "زيارة وزير الداخلية الأردني مازن الفراية للسلطة الفلسطينية في رام الله مؤخراً، دليل جديد على أن الأمور بين الطرفين ضمن سياقها الطبيعي".

وأضاف: "أعتقد أن هناك هجوماً على السلطة من قبل بعض الكتاب الأردنيين لاعتقادهم أن السلطة الفلسطينية كان بمقدروها منع الفلسطينيين من استخدام مطار رامون، وأن تعيق ذلك  بفرض غرامات وعقوبات على من يستخدمه، ولكنها لم تفعل".

وأشار إلى أن "بعض التسريبات أفادت أن مسؤولين فلسطينيين، من بينهم حسين الشيخ (أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية)، سافروا عبر مطار رامون خلال توجهه إلى واشنطن قبل أسبوعين".

طعنة للأردن

وكان الكاتب الأردني، محمد حسن التل، قد قال في مقال له في صحيفة /الدستور/ الأردنية، نشر في وقت سابق من الشهر الماضي، أنه من " المرجح أن هناك اتفاقًا تحت الطاولة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل على موضوع مطار رامون".

واعتبر التل (رئيس تحرير صحيفة الدستور الأردنية اليومية سابقًا)، أن "هذا ما يفسر موقف السلطة الغامض؛ وعدم قيامها باتخاذ الإجراءات المطلوبة لإغلاق الباب أمام محاولات إسرائيل فرض التطبيع قسرًا على الفلسطينيين".

وشدد الكاتب الأردني على أن "موقف السلطة الأخير يشكل طعنة في ظهر الأردن، وأن كل ما تردده قياداتها تجاه الأردن مجاملات لا أكثر ولا أقل، وأن رغبتها الحقيقة هي الانفتاح على (إسرائيل)، وإدارة الظهر للشرق".