حذر الإعلام العبري، اليوم الخميس، من استفزازات وزير أمن الاحتلال المتطرف إيتمار بن غفير، للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، مشيرا إلى قوة تأثير الأسرى على الشعب الفلسطيني، وقدرتهم على توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة.
واعتبر المحلل العسكري في /يديعوت أحرونوت/ يوسي يهوشواع، أن استفزاز بن غفير للأسرى بإساءة ظروفهم هو "تحد آخر لجهاز الأمن في الحلبة الفلسطينية، لأن الأسرى يسيطرون فعليا في السجون".
ولفت إلى أن جميع الحكومات الإسرائيلية حتى اليوم "تخوفت من مواجهة هذا الموضوع"، بسبب "التأثير الكبير" للأسرى على الفصائل في القطاع والضفة.
وأشار إلى أن جميع قادة الفصائل قبعوا بأنفسهم في السجون، وفي مقدمتهم رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار، موضحاً أن "انتفاضة بين الأسرى يمكن أن تشعل عدة مناطق في وقت واحد".
وأضاف أن قرار بن غفير بوقف عمل المخابز في السجون "مناقض لموقف سلطة السجون"، وسيستمر الأسرى بالحصول على الخبز يوميا من مزود آخر، معللاً سبب خبزها في السجون هو "تقليص تكاليف إنتاجها، بنحو مليون ونصف المليون شيكل (440 ألف دولار) سنويا".
وتابع أن مسؤولين أمنيين إسرائيليين ينظرون إلى أقوال بن غفير التي ربط فيها بين إطلاق قذائف صاروخية من غزة وبين ظروف الأسرى كانت "متسرعة"، وأن أقواله هذه "تعزز قوة الأسرى مقابل الفصائل وتشجع الأسرى على الاستمرار في ممارسة ضغوط من السجون".
أما المحلل العسكري في صحيفة /هآرتس/ عاموس هرئيل، فقد رأى أن غضب الفصائل في قطاع غزة "نابع من خطوات تنفذها سلطة السجون بتوجيه من بن غفير لإساءة ظروف الأسرى، وخاصة قراره الأخير بوقف عمل المخابز في السجون".
وأشار إلى أن "الوزراء القدامى، ورؤساء الأذرع الأمنية يعرفون جيدا الحساسية الفلسطينية المرتفعة لقضية الأسرى، فهي احدى النزاعات القليلة التي بإمكانها أن تتكتل حولها كل الفصائل، في حال إساءة ظروف الأسرى".
يذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلية، صعدت من إجراءتها ضد الأسرى في سجون الاحتلال، وخاصة في سجن الدامون، بعد التنكيل بالأسيرات، والاعتداء بالضرب على ممثلتهن ياسمين شعبان، ونقلها للعزل الانفرادي.
كما اقتحمت بعض أقسام سجن النقب الصحراوي، ونقلت عددا من الأسرى للعزل الإنفرادي، وسحبت الأجهزة الكهربائية.