مراقبون: المقاومة في الضفة لجأت للمظلة الجغرافية بديلا عن الفصائل
أكد كاتبان ومحللان سياسيان، أن اختيار نشطاء المقاومة في الضفة الغربية مظلة جغرافية، لممارسة نشاطهم، بدلا من المظلة الفصائلية، يعود لتلاشي التنظيمات، ولسهولة العمل المناطقي لهؤلاء الشبان، في ظل تقسيم الضفة الغربية لمربعات من قبل الاحتلال.
وقال نشأت الأقطش، الكاتب والمحلل السياسي وأستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت، إن "الاحتلال يُقسم الضفة الغربية إلى مربعات شبه مفصولة عن بعضها البعض، وبات التواصل الجغرافي بين أعضاء الفصيل الواحد صعبة، وبالتالي كل منطقة بدأت تعتمد على إمكانياتها الذاتية".
وأضاف الأقطش لـ"قدس برس": "أصبحت المناطقية هي الأساس بسبب الجغرافية، فكل مجموعة قريبة من بعضها استوحت فكرة (عرين الأسود) وبدأت بالتنظيم الذاتي".
وأشار إلى أن "الانتفاضة الحالية، تختلف عن الانتفاضات السابقة، حيث لا يوجد تنظيم حقيقي يرعاها، وبالتالي شكل التنظيمات، يضم معظم الشباب من تنظيمات مختلفة، فتجاوز الحزبية إلى أسلوب آخر" وفق تقديره.
واعتبر الأقطش وجود السلطة الفلسطينية في الضفة، وحكم "حماس" في غزة، وعدم السماح للعمل إلا بضوابط معينة، دفع هؤلاء الشباب إلى اللجوء الى المناطقية، بعيدا عن العمل التنظيمي، وتشكيل مجموعة في كل منطقة مستوحى من فكرة "عرين الأسود".
وقال أستاذ العلوم السياسية، إن "هناك حالة يأس، وفقدان ثقة بين الشارع الفلسطيني وتنظيماته، وذلك لارتباط التنظيمات الفلسطينية بأجندات سياسية، وبرامج حزبية، وأصبح لها علاقات ومصالح تحسب الربح والخسارة، وهذا اختلاف آخر عن الانتفاضات السابقة".
واعتبرت الكاتبة والمحللة السياسية لمى خاطر، أن أغلب العمل المقاوم بالضفة الغربية "منبثق من استشعارات فردية بضرورات النهوض بالواجب".
وتطرقت خاطر في حديثها لـ "قدس برس" إلى ربط هذه الظواهر ببعضها البعض وكيف تطور وعي المقاومين "وهو ما يعطي الدافع الذي من أجله انطلقت هذه العمليات الفردية".
وأضافت: "الاحتلال والسلطة الفلسطينية عملوا على نظرية (الفلسطيني الجديد)؛ المنقطع عن كل أجواء المقاومة، ولكن العدوان على غزة عام 2014 أحدث انتفاضة شعورية تطورت بعد معركة سيف القدس(عام 2021)".
وقالت خاطر: "كان من الواضح توجه الشباب للعمل المقاوم، من خلال المناطقية، والتي أصبحت تتمدد إلى مختلف التنظيمات، واختاروا أسماء لا تدل على التنظيمات وبدأوا يحاكوا نمط عرين الأسود"
وأضافت: "نحن أمام خطوة إيجابية لهذه الظواهر، في ظل مواقع التواصل الاجتماعي، ونشر كل الأنشطة لها".
وأكدت خاطر أن "هناك قناعة تولدت لدى النشطاء الفلسطينيين، أن المقاومة ليست أمرا مستحيلا، وأن العمل ممكن، وبإمكانيات متواضعة تنفذ عمليات كبرى".