فلسطينيو لبنان يساندون منكوبي تركيا وسوريا بالمساعدات

تشهد المخيمات والتجمعات الفلسطينية، في لبنان، إطلاق عشرات الحملات لجمع التبرعات المادية والعينية لإسناد المنكوبين في تركيا وسوريا، جرّاء الزلزال المدمّر الذي ضرب المنطقة فجر الإثنين الماضي، وخلّف آلاف الضحايا والجرحى والمفقودين.
وفي مخيم "نهر البارد" للاجئين الفلسطينيين، شمال لبنان، نظّم شبان هناك، سلسلة مبادرات لجمع التبرعات والمساعدات، . وقال عضو الحراك الشبابي الفلسطيني الموحّد المستقل محمد أبو قاسم لـ"قدس برس" إن "الإقبال كان كثيفا من قبل أبناء شعبنا الفلسطيني للتبرع بكافة الوسائل، بالرغم من الواقع المرير والصعب الذي تعيشه المخيمات وكافة لبنان".
وأطلقت "لجان المساجد" في مخيم "برج البراجنة" ببيروت، حملةً تحت عنوان" كالجسد الواحد"، دعماً للمتضررين من الزلزال في الأراضي السورية.
وأكد الناشط الفلسطيني سامر عنبر، أن الحملة تهدف إلى التخفيف قدر المستطاع من أشكال المعاناة، التي تعيشها العائلات في شمال سوريا.
وأوضح عنبر أن "الرسالة التي يود توجيهها شعبنا الفلسطيني في لبنان، هي أن الشعوب العربية والإسلامية أمة واحدة".
ومن جهتها، أطلقت "هيئة مناصرة الشعب الفلسطيني" (أهلية)، وبالتعاون مع "رابطة علماء فلسطين" في لبنان، حملة إغاثية على صعيد جميع المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان.
وأكدت منسقة المشاريع في الهيئة جمانة شحادة لـ"قدس برس" أن "الحملة تهدف لمد يد العون قدر المستطاع لإخواننا المتضررين من الزلزال في الأراضي السورية والتركية، من أجل تعزيز صمودهم وتخفيف أعباء الأزمة الإنسانية التي يعيشونها، ولبلسمة جراحهم النازفة".
وأشارت شحادة إلى أن "تفاعل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بشكل كبير مع هذه الحملات، عبّر عن روح التضامن مع البلدين المنكوبين، وعلى وحدة الشعوب العربية والإسلامية".
ومن جانبها، نظمت جمعية "الشفاء للخدمات الطبية والإنسانية" (مؤسسة طبية وخيرية فلسطينية عاملة في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان)، حملة تبرعات لجمع المبالغ المالية واللوازم العينية، لإرسالها لمنكوبي الزلزال في سوريا.
وقال المدير العام للجمعية مجدي كريّم لـ"قدس برس" إن "الجمعية نفذت جولات في كافة المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، جمعت فيها كميات كبيرة من المواد العينية، وشملت بطانيات وملابس شتوية وغيرها من المستلزمات".
وتأتي هذه الحملات في وقت يعاني اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، نسب فقر تتجاوز 93 بالمئة، بحسب أرقام وكالة "أونروا"، واعتمادهم بنسبة كبيرة على المعونات الإغاثية، وخصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية التي يشهدها لبنان، وتنعكس بشكل كبير على مخيمات اللاجئين فيه.
وارتفعت حصيلة الضحايا الفلسطينيين جراء الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، إلى 83 فلسطينيا، بعد إعلان وفاة سيدة وابنتها في مدينة انطاكيا التركية، اليوم.
وفجر الاثنين الماضي، ضرب زلزال جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوته 7.7 درجات، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.