كيف تفاعل الفلسطينيون في الشمال السوري مع زلزال تركيا؟

اكتنفت اللحظات الأولى التي أعقبت الزلزال الذي ضرب الشمال السوري والجنوب التركي فجر يوم 6 شباط/فبراير الجاري، صدمة وذهول كبيرين.
وما أن بدأ نهار اليوم الأول من الكارثة، حتى بدأت ملامحها تتضح شيئا فشيئا، أحياء بكاملها أزيلت عن الخارطة وآلاف القتلى وأمثالهم عالقون تحت الأنقاض.
ولم يكن الفلسطينيون استثناء في المشهد، فقد هرع العشرات منهم للمناطق المنكوبة، في الشمال السوري، بحثا عن أقاربهم وذويهم الذين انقطع الاتصال معهم بعد الزلزال مباشرة، وتمكنوا من انتشال عائلة اللاجئ الفلسطيني علي الخطيب سالمة من تحت الأنقاض في مدينة "جنديرس" شمال سوريا.
تنظيم الجهود
في اليوم التالي دعت "هيئة فلسطين للإغاثة والتنمية" (أهلية) العاملة في الشمال السوري، وضمن حملة "فلسطين معكم"، الشباب الفلسطيني للانضمام إلى فرق إنقاذ وإغاثة تطوعية تحت إشرافها، وقال محمد أسعد نائب مدير الهيئة، إن الدعوة لاقت تجاوبا ملحوظا من الشباب الفلسطيني، الذي توافد على مقر الهيئة في بلدة أطمة الحدودية من كافة المناطق، كإدلب ومخيم "دير بلوط" و"الدانا" و"سرمدا" و"عقربات" وغيرها من المناطق التي يتواجد فيها فلسطينيون، مشيرا أن أكثر من 200 شاب فلسطيني كان متواجدا خلال الساعات الأولى من الكارثة.
ولفت أسعد في حديث مع "قدس برس"، إلى أن الحملة تهدف إلى تنظيم جهود الشباب الفلسطيني، من خلال جمع أكبر عدد من المعدات اللازمة لإزالة الأنقاض، وإنقاذ العالقين تحتها وإغاثة الناجين، ومن ثم توزيعهم على فرق متعددة الاختصاصات.
موضحا أنه كان هناك فرق مزودة بالمجاريف وآلات قص الحديد المتوفرة، وفرق مهمتها نصب الخيام في مراكز اللإيواء، وقد نصب قرابة ال700 خيمة حتى الآن منذ بداية الزلزال، وهناك فرق مهمتها تزويد العائلات الناجية بالماء والوجبات والبطانيات والفرش والمدافئ على مدار الأيام التي أعقبت الزلزال.
وأضاف أن "هذه الفرق التطوعية من الشباب الفلسطيني، تمكنت من إنتشال عالقين من تحت الأنقاض، كما ساهمت في نقل الجرحى إلى المشافي الميدانية لتلقي العلاج، وكذلك استقبال الشهداء الفلسطينيين الذي قضوا في الزلزال والتكفل بمراسم دفنهم".
وتحدث مسؤول العمل الشعبي في "هيئة فلسطين للإغاثة والتنمية" أيمن الغزي عن تنظيم زيارات للعائلات الفلسطينية والسورية المنكوبة، في مراكز الإيواء والمشافي الميدانية.
وأوضح الغزي في حديث مع "قدس برس"، أن هذه الزيارات تأتي استكمالا للجهود التي تقوم بها الفرق التطوعية التي دعت إليها "هيئة فلسطين للإغاثة والتنمية".
وأشار إلى أن هذه الزيارات رافقها تقديم مبالغ نقدية للعائلات المتضررة، وتقديم الهدايا والملابس الجديدة للأطفال الذين فقدو كل شيء، لا فتا أن "هذه التحركات تأتي في سياق جبر خواطر أهلنا فلسطينيين كانوا أم سوريين، ووقوفا إلى جانبهم في ظل هذه المحنة".
طلاب وكشافة فلسطين ينضمون للحملة
في سياق متصل انضمت كل من مجموعة "عين جالوت" الكشفية و"كتلة الرواد" الطلابية للحملة، وقال زهير إبراهيم مسؤول كتلة "الرواد" أن "فتياننا وفتياتنا طلابا وكشافة عملوا خلال الأيام الماضية على نصب أكثر من 250 خيمة وتوزيع المساعدات الغذائية والعينية على المتضررين".
وارتفعت حصيلة الضحايا الفلسطينيين في الزلزال بالشمال السوري وتركيا، إلى 104 حتى ساعة إعداد التقرير، كما دمر نحو 105 منازل بشكل كامل، تعود لعائلات فلسطينية في شمال سوريا.