11 عاماً على صفقة "وفاء الأحرار".. وللقصة بقية
أكتوبر 18, 2022 10:00 ص
يوافق اليوم 18 تشرين الأول/أكتوبر الذكرى الـ11 لتنفيذ تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة وفاء الأحرار، التي حررت بموجبها المقاومة الفلسطينية في العام 2011، ألفا و27 أسيرًا، جُلهم من أصحاب الأحكام العالية والمؤبدات، مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
نقطة الارتكاز.. شاليط في قبضة المقاومة
في 25 حزيران/يونيو عام 2006، أسرت المقاومة الفلسطينية الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط من داخل دبابته، خلال عملية عسكرية شرق محافظة رفح.
سُجلت عملية أسر شاليط والاحتفاظ به حيًا في قطاع غزة لـ5 سنوات، كأحد أهم عمليات المقاومة الفلسطينية، لما تلاها من صفقة كبيرة لتبادل الأسرى؛ ولتكون هذه العملية نقطة تحول في حياة نحو ألف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ونقطة الارتكاز التي من خلالها سيتنسم أسرى محكومون بالمؤبد عبق الحرية.
وفي أعقاب أسر شاليط؛ أسست كتائب القسام وحدة الظل عام 2006، لتكون الوحدة السرية المكلفة بإخفاء شاليط والاحتفاظ به داخل قطاع غزة، وتصبح واحدة من أهم الوحدات العاملة في الكتائب.
ووفق مراقبين؛ فقد استطاعت وحدة الظل أن تحقق نجاحًا استخباراتيًا منقطع النظير على مدار خمس سنوات، إذ أفشلت كل محاولات الاحتلال الإسرائيلي بأدواته وأجهزته الاستخبارية كافة للوصول إلى أي معلومة أو طرف خيط حول مكان احتجاز شاليط.
الإعلان عن الصفقة
وقبل موعد الصفقة بأسبوع، وفي 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2011، أعلن رئيس المكتب السياسي السابق لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل التوصل لاتفاق تبادل أسرى مع الاحتلال، بعد مفاوضات مُضنية عبر أكثر من وسيط بين قيادة "حماس" والاحتلال الإسرائيلي، أهمهم الوسيط المصري الذي نجح في إتمام الصفقة، لتتم عملية التبادل على مرحلتين.
ففي 18 تشرين الأول/أكتوبر، تنسم 450 أسيرًا فلسطينيا، بينهم 315 محكوما بالمؤبد عبير الحرية، إضافة إلى جميع الأسيرات، وعددهن 27 أسيرة، بينهن خمس أسيرات محكوم عليهن بالسجن المؤبد.
وفي 18 كانون الأول/ديسمبر من العام ذاته، أفرج الاحتلال في المرحلة الثانية من الصفقة عن 550 أسيرًا فلسطينيًا محكومًا عليهم بما يقدر بـ2300 سنة.
وشملت الصفقة كذلك أسرى فلسطينيين من الأراضي الفلسطينية كافة، من قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة والأراضي المحتلة عام 1948 والقدس المحتلة، كما شملت أسرى من الجولان السوري المحتل.
وقد اشترطت المقاومة الفلسطينية أن يكون الأسرى المفرج عنهم في المرحلة الثانية من المحكومين على خلفية وطنية أو أمنية وليست جنائية، وألا يكونوا من الأسرى الذين أوشكت مدد سجنهم على الانتهاء.
عملية معقدة.. وللقصة بقية
وفي يوم تسليم الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط إلى الوسيط المصري كي يسلمه للاحتلال؛ وجهت كتائب القسام عشرات السيارات المتطابقة في الشكل إلى معبر رفح، وكان شاليط في إحداها، ووسط ترقب، دخل شاليط في تمام الساعة 10:05 صباحًا إلى الجانب المصري من معبر رفح، والقائد الشهيد أحمد الجعبري قابض على يده، إلى جانب مجموعة كبيرة من مقاتلي "القسام".
ورأى محللون ومراقبون أن صفقة وفاء الأحرار حققت إنجازًا تاريخيًا حقيقيًا لمشروع المقاومة، ومثلت انتصارًا كبيرًا للشعب الفلسطيني، ورسمت الصفقة لوحة وطنية مشرقة، إذ شملت أسرى من القوى والفصائل الفلسطينية كافة؛ لتتجلى بذلك الوحدة الوطنية في أبهى صورها.
وبعد مرور 11 عاماً على صفقة وفاء الأحرار؛ لا تزال حركة "حماس" تحكم قبضتها منذ عدة سنوات على عدد من الأسرى من جنود العدو، وتقول إنها تبذل الغالي والنفيس للتوصل إلى صفقة تبادل جديدة لإطلاق سراح الأسرى من سجون الاحتلال.
تصنيفات : أخبار فلسطين