وزير أردني أسبق: "إسرائيل" تريد سلام إذعاني لا ينهي الاحتلال على حساب الأردن
قال نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق، مروان المعشر: إن "هدف إسرائيل الواضح والمعلن اليوم، يقوم على السلام الإقليمي الذي لا يتضمن الفلسطينيين بالضرورة، ولا إنهاء الاحتلال.. سلام إذعاني نتيجته الحتمية قتل حل الدولتين، وإيجاد حل يفرضه الواقع على حساب الأردن".
وقال الدبلوماسي الأردني، في مقال له نشر اليوم الأربعاء في صحيفة /القدس العربي/ الصادرة في لندن، بعنوان (مؤتمر النقب 2: التطبيع لأي غرض؟): "من هذا المنطلق، ما الهدف من مؤتمر النقب2؟، تعددت الأهداف حسب الدول المشاركة".
وأشار من باب التذكير، "فإن من حضر مؤتمر النقب الأول كان ثلاث من أربع دول وقعت (اتفاقيات إبراهيمية)، وقد وقعت الاتفاقات الإبراهيمية، من دون أي ذكر لمبدأ الأرض مقابل السلام، من الواضح اليوم أن هذا ليس هدفها من وراء الاتفاقيات".
وأضاف: "نقرأ نية الولايات المتحدة الاستمرار في رعاية هذه المؤتمرات، فهي تساهم في إعطائها غطاءً دوليا تعتقد أنه يصرف النظر عن عجزها إحداث تقدم جدي لإنهاء الصراع، عوضاً عن استمرارها في دعم حكومة عنصرية باعتراف قطاعات واسعة من الإسرائيليين أنفسهم عدا العالم الخارجي".
واستدرك بالقول: "واشنطن اليوم لا تريد الاكتفاء برعايتها لهذه المؤتمرات، بل تضغط وبقوة لانضمام الجانب الفلسطيني، والأردن لمؤتمرات النقب، بدءاً من المؤتمر المقبل في المغرب".
وتساءل وزير الخارجية الأردني الأسبق: "ما هي المصلحة الفلسطينية في الذهاب؟ هل هي خطوة تساهم في إنهاء الاحتلال؟، يأتي الجواب على هذا السؤال اليوم من الإسرائيليين أنفسهم، هل هي خطوة لتحسين أوضاعهم الاقتصادية، وبالتالي تثبيت وجودهم على الأرض، كما يقول بعض مؤيدي الذهاب؟".
وأضاف: "هل نذهب إلى مؤتمر النقب (2) لتلميع صورة إسرائيل المتآكلة أمام العالم، بعد أن باتت ممارساتها العنصرية واضحة أمام الجميع؟، وماذا عن الأردن الذي يتعرض اليوم لضغوطات أمريكية هائلة للذهاب؟، لأي غرض يذهب؟، لتلميع صورة دولة بات واضحاً أنها أصبحت تمثل تهديدا وجوديا له؟".
ويواصل تساؤلاته لإرغام الأردن في المشاركة بالمؤتمر "هل لأجل مكاسب اقتصادية لم يحصل عليها حتى مع توقيعه اتفاقية سلام مع إسرائيل قاربت على عامها الثلاثين؟، وهل يعلو إرضاء الأردن للولايات المتحدة على أمنه الوجودي؟، وهل الأردن عاجز عن إقناع الولايات المتحدة أن ذهابه أمر غير مقبول شعبياً بالمعايير كافة؟".
ويجيب عن تساؤلاته بالقول: "نعم، تتعدد أسباب حضور دول مؤتمر النقب لمثل هذه المنتديات، لكن لا يبدو أن هناك اسبابا مقنعة لحضور الأردن والجانب الفلسطيني".
وكان "الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن" (تجمع أردني مستقل)، أعلن أمس الثلاثاء، رفضه المطلق لأي تدخلات يتعرض لها الأردن، خصوصاً الضغوطات الأمريكية في الشأن المحلي، ومحاولات إلحاقه (الأردن) بمنتدى النقب الثاني التطبيعي، المزمع عقده في العاصمة المغربية الرباط، الشهر القادم.
كما وقعت 212 شخصية أردنية عشائرية وسياسية، أمس، على بيان، طالبوا فيه القيادة الأردنية بـ"الصمود أمام التحديات والضغوط الخارجية التي يتعرض له الأردن والسلطة الفلسطينية للانضام إلى منتدى النقب الثاني".